للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - كما أن الإيمان بهذا اليوم يدفع العباد إلى ترك المعاصي والبُعْدِ عن العناد وترك المنكرات وسيِّء الأفعال خوفًا من العقاب الكائن في ذلك اليوم.

٣ - وفيه أيضًا تسلية للمؤمن عمَّا يفوته عن نعيم الدنيا ومتاعها بأن ثمة يومًا عظيمًا سيكون فيه الجزاء العظيم والنعيم الأبدي السرمدي.

٤ - وفيه أيضًا وقوفُ العبد على فضل الله وعدله في المجازاة على الأعمال الصالحة والسيئة، فإذا ظُلِمَ الإنسان في هذه الدنيا فإنه يتذكر أن يوم القيامة هو يوم الفصل، وأن هناك يومًا عظيمًا سيقف فيه الظالم والمظلوم بين يدي الله، فيقتص للمظلوم من الظالم.

وسيأتي إن شاء الله تعالى بيانُ أمور أخرى في الكلام عن بعض ما يتعلق بأسماءِ هذا اليوم العظيم وصفاتِه المذكورةِ في كتاب الله أو في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

[لا يعلم متى الساعة إلا الله]

وقد جاء البيان الواضح في كتاب الله مع كثرة تساؤل الناس عن هذا اليوم أنه يومٌ لا يعلم متى يكون إلا اللهُ:

يقول ربُّنا -جل وعلا-: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (١٤)} [الذاريات]

ويقول -جل وعلا-: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٨)} [السجدة]،

ويقول -جل وعلا- في ستة مواضع من كتابه الكريم-: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: ٤٨، الأنبياء: ٣٨، النمل: ٧١، سبأ: ٢٩، يس: ٤٨، الملك: ٢٥]،

ويقول سبحانه: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (٥) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (٦) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩)} [القيامة].

وهكذا جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعةُ يا رسول الله؟ قَالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قال: ما أعددتُ لها من كثير صلاة، ولا صوم، ولا صدقة، ولكني أحبُّ الله ورسوله. قَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» (١).


(١) البخاري (٧١٦٧)، ومسلم (٢٦٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>