للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهِيَ تَفُورُ (٧) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} [الملك: ٧ - ٨] أَيْ: يَكَادُ يَنْفَصِلُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؛ مِنْ شِدَّةِ غَيْظِهَا عَلَى مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ا. هـ (١).

[من أودية جهنم]

ورُوى عَنِ أبي إسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رضي الله عنهما-، وعن أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فِي قَوْلِهِ: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩)} [مريم]، قَالَ: «نَهَرٌ فِي جَهَنَّمَ - وفِي رِوَايَةِ - وَادٍ فِي جَهَنَّمَ بَعِيدُ الْقَعْرِ مُنْتِنُ الرِّيحِ» (٢)

[سجن في جهنم]

وفي جامع الترمذي والمسند عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الخَبَالِ» (٣)

[السلاسل والأغلال والأنكال]

قال الله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (٤)} [الإنسان]

وقال تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١)} [غافر]


(١) تفسير ابن كثير ت سلامة (٦/ ٩٦)
(٢) مداره على أبي إسحاق، فروي هكذا عن البراء. ورواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع وأبو الأحوص وشعبة عنه عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أبيه عَبْدِ الله بن مسعود وهو الصواب ورواه المُسيّبُ بن رافع، عن أبي عُبيدةَ، به. وروي عن أبي عبيدة عن عائشة والراجح رواية الجماعة عن أبي عبيدة عن أبيه. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. ولذا قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (٧/ ٥٥) رواه الطبراني بأسانيد، ورجال بعضها ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وقال المنذري كما في ضعيف الترغيب والترهيب (٢/ ٤٤٠): رواه الطبراني والبيهقي من رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود، ولم يسمع منه. ورواة بعض طرقه ثقات. وقال: وإسناد هذا جيد لولا الانقطاع. وقال الألباني: ضعيف موقوف.
(٣) تقدم (ص: ١٢٧). وقال المنذري: (بُوْلَسُ) بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح اللام بعدها سين مهملة. و (الخَبَالُ) بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة ا. هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>