للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ-أي: فرسه الصغير-حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ» (١).

[مضاعفة الحرف في تلاوة القرآن]

ومما يضاعف: تلاوتك لكتاب الله؛ فإنَّ من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ {الم} حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» (٢)

وكان ابن مسعود -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تَعَلَّمُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ بِتِلَاوَتِهِ بِكُلِّ

حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ بِـ {الم}، وَلَكِنْ بِأَلِفٍ، وَلَامٍ، وَمِيمٍ، بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ» (٣)

يُبدِّل الله السيئاتِ حسناتٍ للتائبين:

ويخبرنا ربنا أنه يتفضَّل على من يشاء من عباده، فيُبدِّل سيئاتهم حسناتٍ، فيجدون ذلك في كتاب حسناتهم يوم القيامة حينما يلقَوا ربهم -جل وعلا-. كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ


(١) أخرجه البخاري (١٤١٠)، ومسلم (١٠١٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه الترمذي (٢٩١٠) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيَّ قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- يَقُولُ فذكره وقوله في الإسناد (سمعت عبد الله بن مسعود)، قال البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢١٦): لا أدري حفظه أم لا ا. هـ وجزم الحافظ في التقريب وفي الإصابة ط هجر (١٠/ ٥٢٢) أنه ولد عام أربعين. يعني بعد وفاة ابن مسعود -رضي الله عنه- بسنين، فإنه توفي عام (٣٢ هـ). واختلف فيه على ابن مسعود -رضي الله عنه- في رفعه، فرواه أبو الأحوص عن ابن مسعود موقوفا، رواه الدارمي (٣٣٥١). واختلف فيه على أبي الأحوص أيضا، والصواب وقفه؛ رواه شعبة -كما في التفسير من سنن سعيد بن منصور (١/ ٣٥) -، والثوري -كما في سنن الدارمي (٣٣٥١)، ورسالة الرد على من يقول الم حرف لابن منده (ص: ٤٤) من طريقين عنه- وحماد بن زيد -كما في معجم الطبراني الكبير (٩/ ١٣٠ رقم ٨٦٤٨) - عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص به موقوفا. وللحديث أسانيد عدة رفعا ووقفا. ولا يخفى أن الموقوف له حكم الرفع فمثله مما لا يقال بالرأي. والله أعلم. والحديث حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٦٦٠، ٣٣٢٧).
(٣) سنن الدارمي (٣٣٥١) وانظر التعليق السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>