للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِعَيْنِكَ خَلْقٌ ضَعِيفٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَسْتَ تَعْرِفُهُ تَتَكَلَّمُ فِي عِلْمِ خَالِقِهِ!. ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ مسألة فِي الْوُضُوءِ فَأَخْطَأْتُ فِيهَا فَفَرَّعَهَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ فَلَمْ أُصِبْ فِي شَيْءٍ مِنْهِ ثُمَّ قَالَ لِي شَيْءٌ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِرَارًا خَمْسَةً تَدَعُ تَعَلُّمَهُ ا. هـ (١)

قال البيهقي: "تاران" في بحر القلزم يقال: فيها غرق فرعون وقومه، فشبه الشافعي المزني فيما أورد عليه بعضُ أهل الإلحاد ولم يكن عنده جواب، بمن ركب البحر في الموضع الذي أغرق الله فيه فرعونَ وقومه وأشرف على الهلاك. ثم علّمه جواب ما أُورد عليه حتى زالت عنه تلك الشبهة، وفي تلك دلالة على حسن معرفته بذلك، وأنه يجب الكشف عن تمويهات أهل الإلحاد عند الحاجة إليه، وأراد بالكلام: ما وقع فيه أهل الإلحاد من الإلحاد، وأهل البدع من البدع. والله أعلم ا. هـ (٢)

[منزلة الإيمان بأسماء الله وصفاته]

وهذا الباب باب عظيم. ويدل على ذلك ما جاء في كتاب الله -سبحانه وتعالى- من إشارة وأمر ربِّ العالمين -سبحانه وتعالى- بالعناية بهذا الباب العظيم، وهو باب الأسماء والصفات.

فانظر وأنت تقرأ القرآن إلى:

قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٩٤)} [البقرة].

وقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٩٦)} [البقرة]

وقال -جل وعلا-: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٠٩)} [البقرة].

وقال -سبحانه وتعالى-: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٣١)} [البقرة].


(١) سير أعلام النبلاء (١٠/ ٣٢، ٣١) والقصة رواها ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري) (ص: ٣٤٢) وتاريخ دمشق (٥١/ ٣٨١). وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (١٤/ ٣١٩): مدارُها عَلَى أَبِي عليّ بْن حَمَكان، وهو ضعيف ا. هـ ورواها -مختصرة- الإمام البيهقي في مناقب الشافعي (١/ ٤٥٨) - بإسناد آخر- عن المزني قال: دار بيني وبين رجل مناظرة فسألني عن كلام كاد أن يشكِّكَني في ديني؛ فجئت إلى الشافعي، فقلت له: كان من الأمر كيت وكيت. قال: فقال لي: أين أنت؟ فقلت: أنا في المسجد، فقال لي: أنت في مثل "تاران" تلطمك أمواجه. هذه مسألة الملحدين والجواب فيها كيت وكيت، ولَأَن يبتلى العبد بكل ما خلق الله من مضارّه خير له من أن يبتلى بالكلام.
(٢) مناقب الشافعي (١/ ٤٥٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>