للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْجَنَّةَ. فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ. وَفَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ. فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللَّهَ، لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا. فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: فَبِعِزَّتِي، لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنَ النَّارِ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، فَيَخْرُجُونَ وَقَدِ امْتَحَشُوا، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ، فَيُذْهَبُ بِهِمْ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ. فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ» (١)

[الشفاعة في دخول من لا حساب عليهم الجنة]

خامسا: الشفاعة في دخول من لا حساب عليهم الجنة، وقد تقدم في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: « … فأقُولُ: أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي يا رَبِّ، أُمَّتي يا رَبِّ، فيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ، أدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عليهم مِنَ البَابِ الأيْمَنِ مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبْوَابِ … » (٢).


(١) أخرجه أحمد (١٢٤٦٩) والدارمي (٥٣) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٢٦٨) وابن خزيمة في التوحيد (٢/ ٧١٠) وابن منده في الإيمان (٨٧٧) وقال: هذا حديث صحيح مشهور عن ابن الهاد ا. هـ وقال الشيخ الألباني في ظلال الجنة (٢/ ٤٠٧): صحيح على شرط الشيخين ا. هـ قلت: قول ابن منده أصح، فالحديث من رواية الليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو مولى المطلب عن أنس، وليس هو هكذا على رسم مسلم، كما في ترجمة ابن الهاد من كتاب "رجال صحيح مسلم" لابن مَنْجُويَه (٢/ ٣٦٢)، والرواة عن الليث، ليسوا على شرط البخاري، فالإسناد صحيح حسب والله أعلم. وللحديث طرق أخرى عن أنس، وشواهد من حديث أبي موسى وابن عباس وجابر والحسين بن علي -رضي الله عنهم- انظرها مخرجة في ظلال الجنة للألباني وفي أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (١/ ٢٣٥).
(٢) البخاري (٤٧١٢)، ومسلم (١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>