للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، -رضي الله عنه- قَالَ: [إنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ هَكَذَا بَعْضُهَا فَوقَ بَعْضٍ ثم قرأ {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} (١)

[أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أول الأمم دخولا الجنة]

وأوَّلُ من يدخلها من الأمم أمَّتُه -صلى الله عليه وسلم- فنحن كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ» (٢) أي: الآخرون زمنًا المتأخرون وقتًا لكننا الأوَّلون السابقون يوم القيامة، وهذا من تكرمة الله -عز وجل- لهذه الأمة.

[الجنة درجات]

والجنة درجاتٌ، وكلُّ درجة أعلى من التي دونها، يقول الله -جل وعلا-: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥)} [طه: ٧٥].

وفي الجنة مائة درجة ما بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض، أعدَّها الله -جل وعلا- للمجاهدين في سبيله. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ» (٣)


(١) ذكره ابن القيم في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (١/ ١٢٣) من رواية: خلف بن هشام البزار ثنا أبو شهاب عن عمرو بن قيس الملائي عن أبي إسحاق عن عاصم به. والحديث سيأتي تخريجه في ذكر استقبال أهل الجنة.
(٢) رواه في مسلم (٨٥٥) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه البخاري (٢٧٩٠، ٧٤٢٣) ووهم الحاكم فخرجه في المستدرك على الصحيحين (٢٦٧) وصححه على شرطهما وقال: لم يخرجاه!

<<  <  ج: ص:  >  >>