للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلس الثالث (١)

الأمور التي يُستَمَد منها الإيمان:

وهي الأمور التي تكون سببًا في زيادة الإيمان ورفعته عند المسلم.

الناس اليوم يتعاهدون دنياهم، ويحرصون على ذلك حرصًا كبيرًا، فالتاجر يرغب أن تزيد تجارته، وصاحب الدنيا يزداد من دنياه، وهكذا لا تجد من يعتني بما يكون سببًا في زيادة إيمانه إلا الموفَّقُون الذين وفَّقهم الله -جل وعلا- فتفاقدوا قلوبهم، وخافوا على أنفسهم.

وفي هذا المجلس-بإذن الله-سنتذاكر أمورًا وَرَدَ في الكتاب والسنة بيانُها، وأنها تكون سببًا في زيادة الإيمان.

فمن الأمور العظيمة التي ينبغي أن يشتغل بها المسلم ليحافظ على دينه وإيمانه:

[تدبر معاني الأسماء الحسنى والصفات العلا]

-وهي من أعظم الأسباب التي تكون عونًا في زيادة الإيمان-، التعرفُ والتفكرُ في أسماء الله -جل وعلا- الحسنى الواردة في الكتاب والسنة، وأن يحرص المسلم على فهم معانيها والتعبد لله -جل وعلا- بها؛ تحقيقًا لما جاء في الصحيحين: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّة» (٢).

وإحصاؤها على ثلاث مراتب:

* أن تحفظها

* وأن تفهم معانيها

* وأن تتعبد الله -جل وعلا- بها.


(١) كان في يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر شعبان ١٤٤١ هـ.
(٢) البخاري (٢٧٣٦)، ومسلم (٢٦٧٧) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>