للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى أَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اللَّهِ فَقَالَ: «فِيمَ تُفَكِّرُونَ؟» قَالُوا: نَتَفَكَّرُ فِي خَلْقِ اللَّهِ، قَالَ: «لَا تُفَكِّرُوا فِي اللَّهِ، وَلَكِنْ تَفَكَّرُوا فِيمَا خَلَقَ اللَّهُ» وسنده ضعيف (١)

[علاج الوسواس في ذات الله]

وهذه الأحاديث فيها علاج للوسوسة فإن من كيد الشيطان: وَسْوَسَتَهُ للمسلم في عقيدته ويقول له من خلق الله؟. وهي وإن كانت ضعيفة إلا أن معناها صحيح.

ويغني عنها ما ثبت في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولَ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ» متفق عليه (٢)

ولابن السني: «فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ وَمِنْ فِتْنَتِهِ» (٣)

وفي رواية لمسلم: « … فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ» (٤)

ولمسلم وأحمد «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ -عز وجل-، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ» (٥)

ولأبي داود: «فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ فَقُولُوا: اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ


(١) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤٦٥٩) وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (٢١) وأبو نعيم في حلية الأولياء (٦/ ٦٦) من طريق عبد الجليل بن عطية القيسي عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن سلام. وإسناده حسن في الشواهد. فعبد الجليل وشهر صدوقان سيئا الحفظ، وسائر الرجال ثقات. قاله الألباني في السلسلة الصحيحة (٤/ ٣٩٦). وشهر لم يلق عبد الله بن سلام كما في جامع التحصيل.
(٢) رواه البخاري (٣٢٧٦) ومسلم (١٣٤).
(٣) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٢٥) عن شيخه النسائي وساق سنده عن أبي هريرة به. وعزاها المنذري في الترغيب للنسائي وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢/ ٢٦٩): لم أجدها عنده ا. هـ فتبين أنها لابن السني يرويها عن النسائي فلعله لهذا عزاها المنذري للنسائي والله أعلم.
(٤) صحيح مسلم (١٣٤).
(٥) صحيح مسلم (١٣٤). ومسند أحمد ط الرسالة (١٤/ ١٠٩/ رقم: ٨٣٧٦) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>