للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بألسنتنا، معلومٌ في قلوبنا، معبودٌ في مساجدنا غيرُ حالٍّ فيها. وكلام الله إذا قُرِئ بالعربية سُمِّيَ قرآنًا، وإذا قُرِئَ بالسريانية سُمِّيَ إنجيلًا، وإذا قُرِئ بالعبرانية سُمِّيَ توراة" (١)

وقال ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله-:

وَأَمَّا الْإِيمَانُ بِالْقُرْآنِ، فَالْإِقْرَارُ بِهِ، وَاتِّبَاعُ مَا فِيهِ، وَذَلِكَ أَمْرٌ زَائِدٌ عَلَى الْإِيمَانِ بِغَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ. فَعَلَيْنَا الْإِيمَانُ بِأَنَّ الْكُتُبَ الْمُنَزَّلَةَ عَلَى رُسُلِ اللَّهِ أَتَتْهُمْ مِنَ عِنْدِ اللَّهِ، وَأَنَّهَا حَقٌّ وَهُدًى وَنُورٌ وَبَيَانٌ وَشِفَاءٌ.

قَالَ تَعَالَى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: ١٣٦]

{الم (١) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران].

{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة: ٢٨٥]

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: ٨٢]. إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَكَلَّمَ بِهَا، وَأَنَّهَا نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِهِ. وَفِي ذَلِكَ إِثْبَاتُ صِفَةِ الْكَلَامِ وَالْعُلُوِّ … إلخ (٢)

[الاقتصار على القرآن]

قال البيهقي: "وإنما يجوز في هذه الشريعة قراءةُ ما سُمِّيَ قرآنًا دون ما سُمِّيَ توراة وإنجيلًا؛ لأن الله كذَّب أهلَ التوراة والإنجيل الذين كانوا على عهد نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأخبر عن خيانتهم وتحريفهم الكلامَ عن مواضعه ووضعهم الكتاب {ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [البقرة: ٧٩] {وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٨)} [آل عمران]. فلا يأمن المسلم إذا قرأ شيئًا من كتبهم أن يكون ذلك من وضع اليهود والنصارى … إلخ" (٣).


(١) شعب الإيمان (١/ ٣٢١ - ٣٤٥).
(٢) شرح الطحاوية ت الأرناؤوط (٢/ ٤٢٤ - ٤٢٥).
(٣) شعب الإيمان (١/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>