للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، … فذكر الاعتقاد إلى أن قالا: … وَالْمِيزَانُ حَقٌّ، لَهُ كِفَّتَانِ، تُوزَنُ فِيهِ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا حَقٌّ ا. هـ (١)

وقال أبو الحسن الأشعري -رحمه الله-: وأجمعوا على أن الله ينصب الموازين لوزن أعمال العباد (٢).

[الميزان ميزان حقيقي]

والميزان الذي أمرنا الله -عز وجل- أن نؤمن به هو ميزانٌ حقيقيٌّ. وذكر عن بعض أهل العلم أنهم يؤولون ويقولون: الميزان المراد به العدل، والصحيحُ الذي عليه إجماعُ أهل السنة أنه ميزان حقيقيٌّ تُوزَن به أعمالُ العبادِ كما دلَّت عليه الأدلة، -وسيأتي ذكرها-، وهي تدل على أنه ميزان حقيقي.

يقول القرطبي -رحمه الله-: "ورُوِيَ عن مجاهد والضحَّاك والأعمش أنَّ الميزان هنا بمعنى العدل والقضاء، وذِكْرُ الوزنِ والميزانِ ضَرْبُ مَثلٍ كما يقول: هذا الكلام في وزن هذا وفي وزنه أي: يعادله ويساويه، وإن لم يكن هناك وزن. قلت: وهذا القول مجازٌ، وليس بشيء وإن كان شائعًا في اللغة، للسُّنة الثابتة في الميزان الحقيقي ووصفه بكفتين ولسان، وإن كل كفة منهما طباق السموات والأرض" (٣).

وقال البيهقي في شعب الإيمان: وذهب أهل التفسير إلى إثبات هذا الميزان بكفتيه وجاء في الأخبار ما دل عليه. ا. هـ (٤)

[الميزان له كفتان]

وقال أهل العلم: هذا الميزان ميزانٌ له كفَّتان حِسِّيَّتان مشاهدتان، وله لسان كذلك، وأن هذا الميزان عظيم، بحيث إنه يسع أن يُوزَنَ به ما في السماوات وما في الأرض.


(١) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (٣٢١)
(٢) رسالة إلى أهل الثغر (ص: ١٦١).
(٣) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٧٢٤، ٧٢٣).
(٤) «شعب الإيمان» (١/ ٤٤٧ ط الرشد)

<<  <  ج: ص:  >  >>