للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الولاية خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدَّى الذي عليه فيها:

وفي صحيح الإمام مسلم -رحمه الله- أنَّ أبا ذر -رضي الله عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله ألا تستعملني؟ -يعني: لم لا تجعلني واليًا أو عاملًا لك على عمل؟ - قال: فضَرَبَ بيده على منكبيَّ ثم قال: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا» (١).

يأتي يوم القيامة أولئك المسؤولون الظلمة أمام الله ويحاكَمون، كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، أَطْلَقَهُ الْحَقُّ أَوْ أَوْبَقَهُ» (٢). وفي رواية: «مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، لَا يَفُكُّهُ إِلَّا الْعَدْلُ، أَوْ يُوبِقُهُ الْجَوْرُ» (٣)

فهذه المسؤوليات التي يتزاحم عليها الناس والتي يتسابقون إليها ويكون الإنسان فيها حاكمًا أو واليًا أو مسؤولًا أو مديرًا ثم لا يقوم فيها بما أمر الله -جل وعلا- فيقع منه الظلم يأتي يوم القيامة أمام الخلائق يُقتَصُّ للمظلوم منه، نسأل الله -عز وجل- العفو والعافية.

فهذه جملة من الأحاديث العظيمة التي جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر العظيم اقتصاصِ المظالم والانتصاف للمظلوم من الظالم الذي سيقع في عرصات القيامة.

وقد جاء مبينًا موضَّحًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيما بيان وأيما توضيح وجاءت النصيحة من رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ» رواه البخاري (٤)

فهل نعي هذه الكلمات الطيبات المباركات والنصائح والتوجيهات من رسولنا -صلى الله عليه وسلم-؟


(١) أخرجه مسلم (١٨٢٥).
(٢) أخرجه الدارمي (٢٥٥٧)، والبزار (١٦٣٩) وهو في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين لشيخنا الوادعي (٣١٨١)
(٣) أخرجه الإمام أحمد (٩٥٧٣) وهو صحيح
(٤) تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>