وإنَّ الآخرة لأقربُ إلى أحدنا من شِراك نعله كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ»(١).
فليس بينك وبين لقاء الله إلا أن تموت، والأجلُ الذي وضعه الله -عز وجل- للناس غيرُ معلوم؛ فلا يعلم الإنسان متى يموت؟ قد يخرج ولا يرجع، وقد ينام ولا يستيقظ، وقد يسافر ولا يرجع، فالأجل غير معروف، فيوشك أن يأتي ملك الموت ليأخذ الروح من صاحبها فيموت ويندم ولاتَ ساعة مندم.
فلتكن -يا عبد الله- حريصًا على أن تتحلَّل في هذه الدنيا في حال حياتك، وما دامت الروح في الجسد فاجتهد على ألا يكون لأحد عليك مظلمة.
أسأل الله -جل وعلا- أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه
كما نسأله أن يرفع عنا هذا الوباء، ويصرف عنا البلاء، إنه سميع الدعاء؛
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
(١) أخرجه البخاري (٦٤٨٨) من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.