للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فروع شجرة علمهم الباسقة فمن علمهم يستفيد ومن معين فقههم يتفقه وعلى دربهم يسير.

[وجوب اتباع السنة]

ومن تبيَّن له الحق في غير مذهبه لم يجز له أن يدعه لقول أحد من الناس. وبهذا أوصانا الأئمة العلماء ومن ذلك:

قول الإمام أبي حنيفة -رحمه الله-: «إذا قُلْتُ قَولاً يُخالفُ كتابَ اللهِ تَعالَى وخبر الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم- فاتْركوا قَولِي» (١)

وقال الإمام مالك -رحمه الله-: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أُخْطِئُ وَأُصِيبُ فَانْظُرُوا فِي رَأْيِي فَكُلَّمَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَخُذُوا بِهِ وَكُلَّمَا لَمْ يُوَافِقِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَاتْرُكُوهُ» (٢)

وقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: «مَا مِنْ أَحَدٍ إلَّا وَتَذْهَبُ عَلَيْهِ سُنَّةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَعْزُبُ عَنْهُ، فَمَهْمَا قُلْت مِنْ قَوْلٍ أَوْ أَصَّلْت مِنْ أَصْلٍ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خِلَافَ مَا قُلْت فَالْقَوْلُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَهُوَ قَوْلِي» (٣)

وكان -رحمه الله- يقول: «إذا صح الحديث فهو مذهبي» (٤)

وقال أيضًا: «إذا صحَّ الحديث عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فهو أولَى أن يؤخذَ به مِنْ غَيرِه» (٥)

وقد كره الإمام أحمد -رحمه الله- أن تكتب فتاويه، وكان يقول: «لا تكتبوا عني شيئًا، ولا تقلِّدُوني، ولا تقلدوا فلانًا وفلانًا، وخذوا من حيث أخذوا» (٦).


(١) إيقاظ همم أولي الأبصار للاقتداء بسيد المهاجرين والأنصار للفلاني (ص: ٦٢)
(٢) جامع بيان العلم وفضله (١٤٣٥)
(٣) المدخل إلى علم السنن ت عوامة (١/ ٦) رقم (٢) ومناقب الشافعي (١/ ٤٧٥) كلاهما للبيهقي ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥١/ ٣٨٩)
(٤) انظر: الخلافيات للبيهقي ت النحال (٦/ ١٧٩) رقم (٤٢٥٣) بنحوه. نهاية المطلب في دراية المذهب (١/ ١٦٥)، والتهذيب في فقه الإمام الشافعي للبغوي (١/ ٦٧). والمجموع شرح المهذب (١/ ٩٢) للنووي، وانظر: رسالة: معنى قول المطلبي: إذا صَحَّ الحديث فهو مذهبي: للإمام تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي ت ٧٥٦ هـ
(٥) حلية الأولياء (٩/ ١٠٧).
(٦) مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول لأبي شامة المقدسي (ص: ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>