للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٠٧)} [يوسف] فلا يغتروا بعدم ظهور علائمها حسبما يريدون ولا يزعمون أنها لا تأتي" (١).

وذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أن هذه النفخة يسبقها نفخة الفزع فقال:

أَوَّلُ شَيْءٍ يَطْرُقُ أَهْلَ الدُّنْيَا بَعْدَ وُقُوعِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ نَفْخَةُ الْفَزَعِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَأْمُرُ إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ فِي الصُّورِ نَفْخَةَ الْفَزَعِ، فَيُطَوِّلُهَا، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وَلَا السَّمَاوَاتِ إِلَّا فَزِعَ، إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، وَلَا يَسْمَعُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا - أَيْ رَفَعَ صَفْحَةَ عُنُقِهِ وَأَمَالَ الْأُخْرَى -، يَسْتَمِعُ هَذَا الْأَمْرَ الْعَظِيمَ الَّذِي قَدْ هَالَ النَّاسَ وَأَزْعَجَهُمْ عَمَّا كَانُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَشُغْلِهِمْ بِهَا، وَوُقُوعُ هَذَا الْأَمْرِ الْعَظِيمِ … ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفُخَ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فَيَصْعَقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْمُرُهُ فَيَنْفُخُ فِيهِ أُخْرَى فَيَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ … إلخ (٢)

وذكر -رحمه الله- حديث الصور المشهور وفيه أن «أنَّ إسرافيل يُنْفَخُ فِيهِ ثَلَاثُ نَفَخَاتٍ؛ الْأُولَى نَفْخَةُ الْفَزَعِ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ» وهو حديث ضعيف (٣).

[النفخة الأولى يتبعها تغيير عام في الكون]

والنفخة الأولى يتبعها تغيير عام في الكون كلِّه عُلْوِيِّه وسُفْلِيِّه،

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ» (٤).

يعني ليقرأ هذه السور الثلاث ليرى ما سيكون في ذلك اليوم من عظيم الأمور،


(١) روح المعاني، ط دار الكتب العلمية، (١٢/ ٣٠).
(٢) البداية والنهاية ت التركي (١٩/ ٣٠٣).
(٣) أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (١٠). من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وانظر: فتح الباري (١١/ ٣٦٨) وضعيف الترغيب والترهيب (٢/ ٤٩١) رقم (٢٢٢٤)
(٤) تقدم تخريجه في المجلس الحادي والعشرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>