للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهلُمُّوا معي-حفظكم الله ووفقنا الله وإيَّاكم للخير- إلى تأمُّلِ الآيات التي وردت في حثِّ المؤمنين على ذلك.

[بركة القرآن]

القرآن مبارك وفيه بركة عظيمة كبيرة نحن عنها غافلون. فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول في كتابه الكريم: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩٢)} [الأنعام]

وقال -جل وعلا-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥)} [الأنعام]

وقال -جل وعلا-: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠)} [الأنبياء]

وقال -سبحانه وتعالى-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} [ص].

هذه أربعة مواضع في كتاب الله -جل وعلا- يصف الله -سبحانه وتعالى- فيها كتابه الكريم بأنه كتاب مبارك. والبركة: الكثرة في كل ذي خير كما قاله الزجَّاج (١).

وقال بعض أهل التفسير: المبارك كثير الفوائد وجم المنافع، والبركة الزيادة.

قال الطاهر ابن عاشور -رحمه الله-: "والقرآن مبارك؛ لأنه يدل على الخير العظيم، فالبركة كائنة به، فكأنَّ البركة جُعِلَت في ألفاظه؛ ولأنَّ الله تعالى قد أودع فيه بركة لقارئه المشتغل به بركة في الدنيا وفي الآخرة، ولأنه مشتمل على ما في العمل به كمالُ النفس وطهارتُها بالمعارف النظرية ثم العملية؛ فكانت البركة ملازمة لقراءته وفهمه" (٢).

وقال بعض أهل التفسير: المتمسِّكُ به يحصل له عزُّ الدنيا وسعادةُ الآخرة.

وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في قوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: ١٥٥]: "فيه الدعوة إلى اتباع القرآن، ووصفه بالبركة لمن اتبعه وعمل به في الدنيا والآخرة" (٣).


(١) معاني القرآن وإعرابه (٤/ ٥٧).
(٢) التحرير والتنوير (٧/ ٣٧٠).
(٣) تفسير ابن كثير (٣/ ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>