للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المنذري -رحمه الله-: (أطَّتْ) بفتح الهمزة وتشديد الطاد المهملة من (الأطيط): وهو: صوت القَتَب والرحل ونحوهما إذا كان فوقه ما يثقله. ومعناه: أن السماء من كثرة ما فيها من الملائكة العابدين أثقلها حتى أطَّت ا. هـ (١)

وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ لِلَّهِ -تبارك وتعالى- مَلَائِكَةً [سَيَّارَةً، فُضُلًا] يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ» قَالَ: «فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» … » متفق عليه وفي رواية لمسلم « … فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا … » (٢)

وفي مسند أبي داود الطيالسي قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ -وهو القطان-، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: «إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ أَوْ تَاسِعَةٍ وَعِشْرِينَ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى» (٣)


(١) انظر: صحيح الترغيب والترهيب (٣/ ٣٢٠)
(٢) صحيح البخاري (٦٤٠٨) واللفظ له، وصحيح مسلم (٢٦٨٩) ومنه الزيادات.
(٣) مسند أبي داود الطيالسي (٢٦٦٨) ومن طريقه الإمام أحمد في المسند (١٠٧٣٤) والبزار (٩٤٤٧) وابن خزيمة في صحيحه (٢١٩٤). ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (٢٥٢٢، ٤٩٣٧) من طريقين عن عمرو بن مرزوق عن عمران به. وعمران مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن، وأبو ميمونة هو الآبار قال الدارقطني مجهول يترك. وفرق الحفاظ بينه وبين أبي ميمونة الفارسي الثقة (انظر: فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (١٦/ ١٨٦) للشيخ أبي عمرو ياسر آل عيد). وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٨/ ٤٤٩): تفرد به أحمد، وإسناده لا بأس به. وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٢٠٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>