{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[البقرة: ٢٥] وتأملوا فاتحة الآية، يقول الله لنبيه:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} أي: بشِّر المؤمنين بالجنة؛ وبشِّرهم أنها جنةٌ تجري من تحتها الأنهار وأنها جنةُ لا مثل لها.
ومن أنهار الجنة الكوثر: الذي أعطاه الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما تقدم في الحديث عن الحوض.
وتكرَّر في القرآن في ثلاثة وثلاثين موضعا من كتاب الله: قوله تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[أولها في سورة البقرة: ٢٥، وآخرها في سورة البينة: ٨]،
وفي موضع:{جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ}[التوبة: ١٠٠]،
وفي ثلاثة مواضع:{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ}[الأعراف: ٤٣، يونس: ٩، الكهف: ٣١].
قال ابن القيم -رحمه الله-: وهذا يدلُّ على أمور:
أحدها: وجود الأنهار فيها حقيقة.
الثاني: أنَّها جارية لا واقفة.
الثالث: أنَّها تحت غرفهم وقصورهم وبساتينهم، كما هو المعهود في أنهار الدنيا ا. هـ (١)