للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوجود الله، وبأنَّه هو الخالق والربُّ بنص القرآن، وليس معناه أنه لم يقع لهم شرك في الربوبية. فمن الناس من يعتقد في القبور والأضرحة والأولياء نفعًا أو دفعَ ضُرٍّ، فهذا من شركهم في الربوبية، وإلا فالشيطان لما خاطب ربه -سبحانه وتعالى- قال: {قَالَ رَبِّ} ناداه باسم الربوبية؛ فهو يقر بأن الله -سبحانه وتعالى- ربٌّ له. يقول ربنا -جل وعلا- عن إبليس: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦)} [الحجر]. وقال أيضًا: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ} [الحجر]. والمقصود أنه خاطب ربه -سبحانه وتعالى- باسم الربوبية.

وكذا فرعون الذي أنكر وجود الله -سبحانه وتعالى- لمَّا وقع له ما وقع وجاءه الغرق: {قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠)} [يونس] وقد كان من قبلُ يقول: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤)} [النازعات].

فالمنكرون للربِّ -سبحانه وتعالى- ولوجوده -جل وعلا- إنما أنكروا ذلك إنكارَ جحودٍ وعنادٍ كما قال ربنا -سبحانه وتعالى-: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: ١٤]

إذًا يوجد من أشرك في توحيد الربوبية بادعاء أن أحدًا يعلم الغيب أو أن أحدًا يملك نفعًا أو دفعَ ضُرٍّ أو غير ذلك، لكنَّ الخلائق قد أجمعت على إثبات وجود الله -سبحانه وتعالى-.

<<  <  ج: ص:  >  >>