لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)} [الأنعام]. فالله يأمر نبيه أن يخبر هؤلاء المشركين بأنه مخالف لهم في دينهم فإن صلاته وذبحه بل حياتُه كلُّها والممات، لله ربِّ العالمين {لَا شَرِيكَ لَهُ} في شيء من ذلك لأنه لا ينبغي أن يكون ذلك إلا خالصا لوجهه الكريم. قال تعالى:{وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. يعني من هذه الأمة؛
لاحظ هنا أنه قدَّمَ ما حقُّه التأخير {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} فما قال: فاعبد الله، بل قال:{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ} وتقديم المفعول به على عامله يدل على الاختصاص أي: لا تعبد إلا الله، وذلك مثل قوله سبحانه: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة].
فوا عجبَا لمن يصلي كلَّ يوم خمس مرات ويقرأ في كل ركعة:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ومعناها هو معنى لا إله إلا الله أي: لا نعبد إلا إياك يا رب ولا نستعين إلا بك، ثم يخالف فيقع في الشرك الأكبر!
نعوذ بالله من ذلك، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يُفقِّهنا في الدين، وأن يشرح صدورنا لهذا الدين العظيم، وأن يجعلنا مؤمنين موحدين، نحيا على الإسلام، ونموت على الإيمان، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان.