للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبار لَا أصل لَهَا تردها صحاح الْأَخْبَار فَلَا يشتغل بِهِا والله أعلم ا. هـ (١)

خشية الملائكة وخوفهم من الله:

أخبرنا ربنا عن عبادة الملائكة لربها -جل وعلا-: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: ٥٠]. وقال في وصفهم -جل وعلا-: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (٢٨)} [الأنبياء] فهم شديدو الخوف من الله. وقال -جل وعلا- في كتابه الكريم مبيِّنًا عُلُوَّ مكانتِهم في طاعته وعبادته: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (٢٧)} [الأنبياء].

وصح عَنْ سلمَانَ الفارسيِّ -رضي الله عنه- أنه قَالَ: «يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [وَلَهُ كِفَّتَانِ]، فَلَوْ وُضِعَتْ فِيهِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ [وَمَنْ فِيهِنَّ] لَوَسَعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ، لِمَنْ تَزِنُ بِهَذَا؟ قَالَ: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، [قَالَ: وَيَوضَعُ الصِّرَاطَ، وَهُوَ كَحَدِّ الْمُوسَى،] [فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا، فَيَقُولُ: أُجِيزَ عَلَيْهِ مَنْ شِئْتُ] فَيَقُولُونَ -أي الملائكة-: [رَبَّنَا] سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ» (٢)


(١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى - وحاشية الشمني (٢/ ١٧٤)
(٢) صحيح رواه المروزي في زوائد الزهد لابن المبارك (١٣٥٧) -ومن طريقه الآجري في الشريعة (٨٩٥) - ويحيى بن سلام في تفسيره (١/ ٣١٨) وأسد بن موسى في الزهد (٦٦) وابن الأعرابي في المعجم (١٨٢٧) والآجري في الشريعة (٨٩٤) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٢٢٠٨، ٢٢٢١)، وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٣٤١٩٥) "جملة الصراط" ورواه الحاكم في المستدرك (٨٧٣٩) من طريق المسيب بن زهير عن هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي عثمان، عن سلمان به مرفوعا. وقال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ". وتعقبه الشيخ الألباني فقال: وفيه نظر، فإن هدبة بن خالد وإن كان من شيوخ مسلم، فإن الراوي عنه المسيب بن زهير لم أر من وثقه، وقد ترجم له الخطيب (١٣/ ١٤٩) وكناه أبا مسلم التاجر، وذكر أنه روى عنه جماعة، وأنه توفي سنة (٢٨٥)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقد رواه الآجري في " الشريعة " (٣٨٢) عن عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حماد بن سلمة به موقوفا على سلمان. وإسناده صحيح، وله حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قبل الرأي ا. هـ قلت: وتوبع معاذ -وهو العنبري- على وقفه فقد رواه أيضا أسد بن موسى في الزهد، والحسن بن موسى -عند ابن أبي شيبة -، وأبو نصر التمار -عند ابن أبي الدنيا -كما في البداية والنهاية (٢٠/ ١١٠) - واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد؛ والأسود بن عامر -عند ابن الأعرابي- كلهم (أسد والحسن بن موسى والتمار، والأسود) عن حماد به موقوفا. وله حكم الرفع كما تقدم وانظر: السلسلة الصحيحة (٩٤١). والسياق للمروزي والزيادات للالكائي ومعه ابن الأعرابي في الثانية والثالثة والخامسة وللآجري الثانية والخامسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>