للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بِدَابَّةٍ وَهُوَ مَعَ الْجَنَازَةِ فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ أُتِيَ بِدَابَّةٍ فَرَكِبَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَمْشِي، فَلَمْ أَكُنْ لِأَرْكَبَ وَهُمْ يَمْشُونَ، فَلَمَّا ذَهَبُوا رَكِبْتُ» رواه أبو داود وهو معل (١).

ورواه الترمذي وغيره بلفظ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي جَنَازَةٍ فَرَأَى نَاسًا رُكْبَانًا، فَقَالَ: «أَلَا تَسْتَحْيُونَ إِنَّ مَلَائِكَةَ اللَّهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَأَنْتُمْ عَلَى ظُهُورِ الدَّوَابِّ»

وسنده ضعيف ورجح العلماء وقفه (٢)

وفي الصحيحين عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: أُصِيبَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، وَأَبْكِي وَجَعَلُوا يَنْهَوْنَنِي، وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لَا يَنْهَانِي، قَالَ: وَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو، تَبْكِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «تَبْكِيهِ، أَوْ لَا تَبْكِيهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا، حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ» (٣)


(١) سنن أبي داود (٣١٧٧) وصححه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (١٣١٤) وقال: على شرط الشيخين ا. هـ ووافقه الألباني في أحكام الجنائز (٧٥). قلت: الحديث من رواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن ثوبان به. ويحيى مدلس وقد عنعن وقد أعله الإمام أبو حاتم الرزي فقال -كما في العلل لابن أبي حاتم (٣/ ٥٥٤) - قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ، لَيْسَ الحديثُ مِنْ حَدِيثِ أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، وَأَبُو سَلَمة عَنْ ثَوْبان لا يَجِيءُ؛ إِنَّمَا هَذَا حديثٌ يَرْوِيهِ أَبُو سَلاَّم، عَنْ ثَوْبان، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّم، عَنْ جدِّه أَبِي سَلاَّم، فيَحْتملُ أَنْ يكونَ أَخَذَهُ عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وأسقَطَ زَيْدًا مِنَ الوَسَط، أَوْ لم يحفَظ عنه ا. هـ
(٢) جامع الترمذي (١٠١٢) ورواه الطبراني في مسند الشاميين (١٤٥٢) وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١١٨، ٩/ ٣٠٨) والحاكم (١٣١٥) والبيهقي في السنن الكبرى (٦٨٥٦) من طرق عن عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم -وهو ضعيف-، عن راشد بن سعد، عن ثوبان به. وتابعه بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم. رواه ابن ماجه (١٤٨٠) والطبراني (١٤٥٢) وابن عساكر في تاريخه (١٠٦٠٤). ورواه البيهقي (٦٨٥٥) بسند فيه ضعف عن بقية به موقوفا. وقال الترمذي: حديث ثوبان قد روي عنه موقوفا. قال محمد -يعني البخاري-: الموقوف منه أصح ا. هـ وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد موقوف … ورواه ثور بن يزيد عن راشد بن سعد موقوفا على ثوبان، وفى ذلك دلالة على أن الموقوف أصح، وكذا قاله البخاري ا. هـ وفي جامع التحصيل (ص: ١٧٤) قال أحمد بن حنبل: راشد لم يسمع من ثوبان ا. هـ
(٣) صحيح البخاري (١٢٤٤)، وصحيح مسلم (٢٤٧١) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>