للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٣)} [سبأ].

وأما القضاء فيطلق في القرآن ويراد به:

أ - إيجاد المقدر، كقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: ١٢]، وقوله: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ} [سبأ: ١٤]؛

ب - ويطلق ويراد به: الإخبار بما سيقع مما قدر، كقوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء: ٤] أخبرهم في كتابهم أنهم يفسدون في الأرض مرتين.

ت - ويطلق ويراد به الأمر والوصية، كما قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٢٣] أي: أمر ووصى.

ث - ويطلق ويراد به: الحكم، كقوله: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ} [الزمر: ٦٩، ٧٥]؛

ج - ويطلق ويراد به القدر، ونحو ذلك ا. هـ (١)

وقال أبو محمد ابن حزم -رحمه الله-: معنى الْقَضَاء فِي لُغَة الْعَرَب: الحكم وَلذَلِك يَقُولُونَ القَاضِي بِمَعْنى الْحَاكِم وَقضى الله عز وَجل بِكَذَا أَي حكم بِهِ …

وَيكون أَيْضا بِمَعْنى أَمر قَالَ تَعَالَى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء]

وَيكون أَيْضا بِمَعْنى أخبر قَالَ الله تَعَالَى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦)} [الحجر] بِمَعْنى أخبرناه …

وَيكون أَيْضا بِمَعْنى أَرَادَ وَهُوَ قريب من معنى حكم قَالَ الله تَعَالَى: {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: ٤٧، مريم: ٣٥] وَمعنى ذَلِك حكم بِكَوْنِهِ فكونه.

وَمعنى الْقدر فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة التَّرْتِيب وَالْحَد الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ الشَّيْء تَقول قدرت الْبناء تَقْديرا إِذا رتبته وحددته قَالَ تَعَالَى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت: ١٠] بِمَعْنى رتب أقواتها وحددها وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)} [القمر]


(١) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٣/ ٢١٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>