للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ فَيُدْخِلُهُ بِهِ النَّارَ» (١)

وروى الإمام الترمذي وغيره من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ دَاوُدُ فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ المَوْتِ، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ» (٢)

ورواه ابن وهب في القدر عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- بنحوه وزاد في آخره: « … وَخَطِئَ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ … ، فَرَأَى فِيهِمُ الْقَوِيَّ


(١) موطأ مالك ت عبد الباقي (٢/ ٨٩٨) رقم (٢) ومن طريقه رواه أبو داود (٤٧٠٣) والترمذي (٣٠٧٥) والنسائي في الكبرى (١١١٢٦) وأحمد (٣١١) وقال الترمذي: هذا حديث حسن ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا ا. هـ وصححه الشيخ الألباني لغيره سوى قوله في الحديث «ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ» انظر: صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان (٢/ ٢٠٣) والسلسلة الضعيفة (٣٠٧١) وتخريج الطحاوية (٢٤٠/ ٢٢٠)
(٢) جامع الترمذي ت شاكر (٣٠٧٦) وأخرجه الفريابي في القدر (١٩) والحاكم في المستدرك (٣٢٥٧، ٤١٣٢) وابن منده في الرد على الجهمية (٢٣) عن أبي نعيم وأبو يعلى الموصلي (٦٦٥٤) في مسنده عن القاسم -وهو العرني- وابن سعد في الطبقات الكبرى ط دار صادر (١/ ٢٧) وأبو محمد الفاكهي في الفوائد (١٣٤) والبزار في مسنده (٨٨٩٢) عن خلاد بن يحيى كلهم عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي هـ ا. هـ وقال الحاكم في الموضع الأول: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ا. هـ وفيه نظر: ففي سنده هشام بن سعد وقد نقل الحافظ في التهذيب عن الحاكم نفسه أنه قال: أخرج له مسلم فى الشواهد ا. هـ ثم هو ضعيف إلا في روايته عن زيد بن أسلم فإنه من أثبت الناس فيه كما قال أبو داود وهذا منها. وقال الحاكم في الموضع الآخر: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ا. هـ وهو الصواب. والحديث رواه ابن وهب عن زيد وخالف في سنده كما سيأتي. ورواه ابن أبي حاتم، في التفسير (٥/ ١٦١٤) وأبو الشيخ في العظمة (١٠١٥) وابن منده في الرد على الجهمية (٢٤) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء به مختصرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>