للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنصور إلى قيام الساعة.

وكذلك حين تقرأ ما وعد الله -عز وجل- به المؤمنين إذا لقوا عيسى بن مريم -عليهما السلام-، وما سيكون لهم من الخير بانتشار الإسلام وكسر الصليب وقتل الخنزير. فقد أخبر نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن زمان نزول عيسى -عليها السلام-؛ - فقال: «لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ: رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ -وهي الثياب المصبوغة بالصفرة-، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، [ثُمَّ تَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ] فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ» (١)، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ» وفي رواية لمسلم: « … وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ» (٢) وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول: «إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ» (٣)

وتطمئن نفسك وتفرح حين تقرأ أنه لن يبقى في الأرض مكان إلا ويدخله الإسلام


(١) أخرجه أبو داود (٤٣٢٤) وأحمد (١٥/ ١٥٣/ ٩٢٧٠) وابن حبان (٦٨١٤) -والزيادة لهما- من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢١٨٢).
(٢) أخرجه البخاري (٢٢٢٢، ٢٤٧٦، ٣٤٤٨) ومسلم (١٥٥)
(٣) أخرجه الإمام أحمد (١٣/ ٣٥٠/ رقم ٧٩٧١) وغيره موقوفا ومرفوعا، والموقوف هو الصواب. كما نبه على هذا الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (٥٥٦٤). وللمرفوع شاهد في المستدرك (٨٦٣٥) عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ» وجود إسناده الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (٢٣٠٨) والصواب أنه حديث ضعيف وانظر: تحقيق المستدرك لشيخنا العلامة مقبل الوادعي -رحمه الله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>