للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا في قوله -صلى الله عليه وسلم- للمريض: «لا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ» (١).

لم يقصد بها التردد، وإنما قصد بها التفاؤل.

وهي جملة خبرية لا دعائية (٢) لأن الدعاء ينبغي للإنسان أن يجزم به؛ ومن قال: اللهم طهره لا يستثني؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ» (٣) (٤)


(١) البخاري (٣٦١٦) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
(٢) قال الشيخ صالح آل الشيخ في «شرح الطحاوية» (ص ٣٤٧): قوله -صلى الله عليه وسلم- «طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله» هذا من باب الخبر لا من باب الدعاء، فهو قال للأعرابي هذه الحمى طهور لك؛ طهور لك في دينك وطهور لك أيضا في بدنك فتصبح بعدها سالما، فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك. لأنَّ قوله «طَهُورٌ» مرفوع، والرافع له مبتدأ محذوف أو الابتداء المحذوف بقوله «هي طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله» وليس المراد الدعاء لأنه لو كان دعاءً لصارت منصوبة اللهم اجعلها طهوراً. لو قال: طهوراً إن شاء الله؛ يعني: اجعلها اللهم طهوراً، فيكون دعاء. فالظاهر من السياق من اللغة ومن القصة أنَّ المراد الخبر.
(٣) البخاري (٦٣٣٩) ومسلم (٢٦٧٩) واللفظ له.
(٤) انظر: الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (٣/ ١٣٧) وشرح رياض الصالحين لابن عثيمين (٤/ ٤٨٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>