للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَسْلَمِيِّ -رضي الله عنه-، أَنَّهُ قَالَ: «لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ، أَوْ حُمَةٍ» (١)، فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ


(١) (أَوْ حمة) بِضَم الْحَاء وَتَخْفِيف الْمِيم سم الْعَقْرَب وَشبههَا وَقيل فوعة السم وَقيل حِدته وحرارته وَالْمرَاد أَوْ ذِي حمة أَي لَا رقية إِلَّا من لدغ ذِي حمة. وهذا الحديث اختلف فيه اختلافا كثيرا حتى قال الدارقطني في العلل: "الحديث مضطرب":
١ - فرواه الترمذي (٢٠٥٧) عن سفيان بن عيينة وأبو داود (٣٨٨٤) عن مالك بن مغول والبيهقي (١٩٥٨٩) عن إسماعيل بن زكريا والطبراني في الكبير (٥٨٧) عن عبد الله بن إدريس كلهم عن حصين عن الشعبي عن عمران مرفوعا. وخالفهم ابن فضيل عند البخاري (٥٧٥٠) فرواه عن حصين به موقوفا.
٢ - ورواه ابن ماجه (٣٥١٣) عن أبي جعفر الرازي؛ والروياني (٥٢) عن عباد بن العوام كلاهما عن حصين عن الشعبي عن بريدة مرفوعا وخالفهم هشيم كما عند مسلم فرواه عن حصين به عن بريدة موقوفا
٣ - ورواه شعبة عن حصين واختلف عليه فيه:
o فرواه المحاملي (٣٨٨) عن محمد بن الوليد البسري؛ والطبراني في الأوسط (١٤٤٩) عن محمد بن عبد الله بن عبيد؛ كلاهما عن عثمان بن عمر عن شعبة عن حصين به عن عمران به مرفوعا.
o وذكر الدارقطني رواية البسري في العلل (١٢/ ١١٠) ثم قال: وقال غيره: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حصين، عن الشعبي، عن بريدة الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-. وقال الترمذي: وَرَوَى شُعْبَةُ هَذَا الحَدِيثَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بُرَيْدَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، بِمِثْلِهِ يعني مرفوعا. وفي علل الحديث لابن أبي حاتم (٦/ ٣٣٠) قال: وَرَوَاهُ شُعبة عَنْ حُصَين، عَنِ الشَّعبي، عَنْ بُرَيدة، عَنِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وقال أبو حاتم شعبة أحفظهم.
o ورواه البيهقي (١٩٥٤٥) عن روح عن شعبة عن حصين به عن بريدة موقوفا وهو عند ابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" (٢٢٦٣) قال: أنا محمد بن معمر، ثنا روح، ثنا شعبة به. وظاهر سياق ابن حجر في إتحاف المهرة أنه مرفوع لكن كونه قرنه برواية ابن حبان عن هشيم به وهي موقوفة يدل على أن رواية ابن خزيمة موقوفة أيضا والله أعلم ويؤيده رواية البيهقي.
٤ - وأخرجه أبو داود (٣٨٨٩) عن يزيد بن هارون عن شريك، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن أنس -رضي الله عنه-. وتابعه محمد بن سعيد بن الأصبهاني أنا شريك به. أخرجه الحاكم (٤/ ٤١٣)
وخالفهما علي بن الجعد كما في مسنده (٢٣٩٦) وسليمان بن داود العتكي عند أبي داود وعمرو بن عون عند ابن أبي حاتم في العلل: فرووه مرسلا عن شريك، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، رفعه، ا. هـ وهذا الاختلاف من شريك وهو ابن عبد الله النخعي فإنه صدوق يخطئ كثيرا كما في التقريب، وحكم عليه الحافظ في الفتح بالشذوذ وجعل العلة فيه من العباس، والعباس بن ذريح ثقة، فإعلاله بشريك أولى. وفي علل الحديث لابن أبي حاتم (٦/ ٣٣١) عن أبيه قال: … وَلَيْسَ لِمَا رَوَى ابْنُ الأصبَهاني - مِنْ ذِكْرِ أنسٍ - مَعْنًى؛ لأَنَّ الحفَّاظَ يرسلونَه مِنْ حَدِيثِ شَريك، إِلا أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ شَريك؛ لأَنَّ ابْنَ الأصبَهاني كَانَ مُتقنًا ا. هـ
٥ - ورواه مجالد عن الشعبي عن جابر كما في مسند البزار (٣٠٥٦/ كشف الأستار) ومسند الشهاب القضاعي (٨٥١)
٦ - وقال جابر: عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. ذكره الدارقطني في العلل (١٢/ ١١٠) وجابر هو الجعفي متروك.
٧ - وقال ابن أبي السفر: عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعود، قوله، قاله شعبة عنه. ذكره الدارقطني في العلل (١٢/ ١١٠)
وفي الباب عند مسلم (٤/ ١٧٢٥) عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي الرُّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنَّمْلَةِ»

<<  <  ج: ص:  >  >>