وهذا باب واسع، فيا إخواني في الله اجتهدوا في الأعمال الصالحات. فنعيم الجنة لا يوصف، وإننا لا نكاد ننتهي من ذكر ما أعدَّ الله -عز وجل- لأوليائه في جنات عدن مما جاء أخباره في كتاب الله وفي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولنحرص على قراءة ما أعدَّه الله -عز وجل- لأوليائه في الجنة من طعام وشراب ونعيم وراحة وخدم.
فالمؤمن إذا دخل الجنة -كما نقل ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن القيم في حادي الأرواح وغيرهما- يكون فيها مَلِكاً: يسكن أعظم القصور، ويجتمع عليه من الخدم ما لا يُحصَى. كما قال الله -جل وعلا- في كتابه الكريم في سورة تتردد علينا ونقرؤها في فجر كل جمعة يقول تعالى:{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ} يعني على أهل الجنة {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (١٩)} [الإنسان] فإذا كان الخادم في الجنة الذي يخدمك صورتُه كاللؤلؤ المنثور في جماله وفي حسنه فكيف بالمخدوم؟!
نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلنا من أهل الجنة
ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يُثبِّتنا على الأعمال الصالحات حتى نلقاه.
والحديث عن الجنة ونعيمها حديثٌ ذو شجون، ولعلَّ فيما ذكرناه كفايةٌ، والمقصود أن نعلم أن من الإيمان باليوم الآخر الإيمانَ بالجنة،
نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلنا من أهلها،
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(١) معرفة الصحابة لأبي نعيم (٤/ ٢٠٢٦) رقم (٥٠٩٢) ورواه ابن سعد في الطبقات ط دار صادر (٧/ ٤٢١) مختصرا. وما بين معكوفين منه. ورواه البخاري في التاريخ الأوسط ط الرشد (٧٨١). وعزاه الحافظ في الإصابة ط هجر (٧/ ٤٨٧) إلى البخاري في التاريخ الصغير ومحمد بن نصر في قيام الليل [(المختصر ص ٥٧)]، وابن مَنْدَه وقال: إسناده صحيح ا. هـ