للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنن الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ [مِنْ سُخْطِ اللَّهِ] لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا [وفي رواية: مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ] يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ» (١)

وقال عبد الله بن المبارك: أنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: «أَتَدْرِي مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا قَالَ: «أَجَلْ، وَاللَّهِ مَا تَدْرِي (إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا، يَجْرِي فِيهَا أَوْدِيَةُ الْقَيْحِ وَالدَّمِ)»، قُلْتُ لَهُ: أَنْهَارٌ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ أَوْدِيَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي مَا سَعَةُ جَهَنَّمَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي قَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ مَا تَدْرِي. حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ -رضي الله عنها-، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ -عز وجل-: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧] قُلْتُ: فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ» (٢)


(١) أخرجه الترمذي (٢٣١٤) واللفظ له وابن ماجه (٣٩٧٠) ومنه الزيادة وصححه ابن حبان (٥٧٠٦) والحاكم (٨٧٦٩) والرواية المذكورة له وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتعقبه الحافظ في إتحاف المهرة (١٥/ ٤٤٧) فقال: قلت: قد أخرجه بمعناه ا. هـ يعني الرواية السابقة. قلت: وفي إسناد الحاكم محمد بن إسحاق بن يسار وهو ليس على شرط مسلم. وقد سقط ذكره من بعض الطبعات.
(٢) الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (٢/ ٨٥) ورواه الترمذي (٣٢٤١) والنسائي في السنن الكبرى (١١٣٨٩) وأحمد (٢٤٨٥٦) وابن أبي الدنيا في صفة النار (١٨) وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٨/ ١٨٣) والحاكم في المستدرك على الصحيحين (٣٦٣٠) - ومن طريقه البيهقي في البعث والنشور ت الشوامي (١١٥٤) - من طرق عن ابن المبارك به. واختصر الترمذي أوله. وروى النسائي المرفوع فقط. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال أبو نعيم: غريب من حديث مجاهد تفرد به حبيب عن حمزة (كذا وصوابه: تفرد به حبيب بن أبي عمرة) وهو كوفي ثقة عزيز الحديث ا. هـ وصححه الالباني في الصحيحة (٥٦١) وشيخنا الوادعي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (١/ ٤٦٤) وقال: هذا حديث صحيحٌ، وآخره في "الصحيح" ا. هـ قلت: يعني حديث عائشة -رضي الله عنها- رواه مسلم (٢٧٩١) عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ قَوْلِهِ -عز وجل-: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: ٤٨] فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: «عَلَى الصِّرَاطِ». والحديث رواه الحاكم (٢٩٩٩) أيضا من طريق هارون بن المغيرة، ثنا عنبسة، به وفيه أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: .. فقَالَ: يَقُولُ: «أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا أَنَا، وَيُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ» قَالَ: فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْبَرُهُ حَتَّى قُلْنَا لَيَخِرَّنَّ ا. هـ وصححه الحاكم. وانظر: وصحيح الترغيب والترهيب (٣٦٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>