للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه، لأنّه كان قد انتمى إلى صلاح الدين؛ وكان قد قارب أخذها، فلمّا بلغه خبر هذه الواقعة، وأنّ عسكره انكسر من صلاح الدين على قرون حماة خاف أن يبلغ أخاه عماد الدين الخبر فيشتدّ أمره ويقوى جأشه، فراسله وصالحه. ثم سار غازى من وقته إلى نصيبين واهتمّ بجمع العساكر والإنفاق فيها، وسار إلى الفرات وعبر البيرة «١» وخيّم على الجانب الشامىّ، وراسل ابن عمّه الملك الصالح ابن الملك العادل نور الدين صاحب حلب حتّى تستقرّ له قاعدة يصل إليها. ثم إنّه وصل إلى حلب وخرج ابن عمّه الملك الصالح صاحب حلب إلى لقائه، وأقام غازى على حلب مدّة، وصعد قلعتها جريدة؛ ثم نزل وسار إلى تلّ السلطان، وهى منزلة بين حلب وحماة ومعه جمع كبير. وأرسل صلاح الدين إلى مصر وطلب عسكرها، فوصل إليه منها جمع كبير؛ فسار بهم صلاح الدين حتّى نزل قرون حماة ثانيا، وتصافّوا بكرة يوم الخميس العاشر من شوّال سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وجرى قتال عظيم، وانكسرت ميسرة صلاح الدين من مظفّر الدين بن زين الدين صاحب إربل؛ فإنّه كان على ميمنة سيف الدين غازى، فحمل صلاح الدين بنفسه على عسكر سيف الدين غازى حملة شديدة فانكسر القوم، وأسر منهم جماعة من كبار الأمراء، فمنّ عليهم صلاح الدين وأطلقهم. وعاد سيف الدّين غازى إلى حلب فأخذ منها خزائنه وسار حتّى عبر الفرات، وترك ابن عمّه الملك الصالح صاحب حلب بها وعاد إلى بلاده. ومنع صلاح الدين من تتبّع القوم، ونزل فى بقيّة اليوم فى خيامهم، فإنّهم تركوا أثقالهم وانهزموا؛ وفرّق صلاح الدين الأطلاب ووهب الخزائن وأعطى خيمة سيف الدين غازى لابن أخيه عزّ الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيّوب أخى تقىّ الدين عمر صاحب