للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد خلت بلاد الصعيد من أهلها بحيث صار الرجل يمشى فلا يجد فى طريقه أحدا وينزل القرية فلا يرى إلا النساء والصبيان؛ ثم أفرج السلطان عن المأسورين وأعادهم إلى بلادهم لحفظ البلاد.

وعند عود الأمراء المذكورين من بلاد الصعيد ورد الخبر من حلب أن تكفور متملّك سيس منع الحمل وخرج عن الطاعة وانتمى لغازان، فرسم بخروج العساكر لمحاربته، وخرج الأمير بدر الدين بكتاش الفخرىّ أمير سلاح، والأمير عزّ الدين أيبك الخازندار بمضافيهما من الأمراء وغيرهم فى شهر رمضان، فساروا إلى حماة فتوجه معهم نائبها الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورىّ فى خامس عشرين شوّال.

وتوجّهوا إلى بلاد سيس وأحرقوا الزروع وانتهبوا ما قدر عليه، وحاصروا مدينة سيس وغنموا من سفح قلعتها شيئا كثيرا من جفّال الأرمن؛ وعادوا من الدّربند إلى مرج أنطاكية «١» . ثمّ قدموا حلب فى تاسع عشر ذى القعدة. ثم ورد الخبر على السلطان من طرابلس «٢» بأنّ الفرنج أنشئوا جزيرة تجاه طرابلس تعرف بجزيرة