للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّي وإيّاكم على ما يسوؤكم ... لمثلان أو أنتم إلى الصلح أفقر

وقال عبد الله بن الحسين: إياك والمعادات فإنك لن تعدم مكر حكيم أو مفاجأة لئيم. وقال زيد بن حارثة: لا تستثيروا السباع من مرابضها فتندموا، وداروا الناس في جميع الأحوال تسلموا.

وقيل الفتنة نائمة فمن أيقظها فهو طعامها، قال زهير:

وما الحرب إلّا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرّجم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ... وتضرم أن أضرمتموها فتضرم «١»

ومن يعص أطراف الزّجاج فإنّه ... يطيع العوالي ركّبت كلّ لهذم «٢»

قال كثير:

رميت بأطراف الزّجاج فلم يفق ... من الجهل حتّى كلّمته نصالها

[التحذير من صغير يفضي إلى كبير]

من أقوالهم: ربّ خطوة يسيرة عادت همّة كبيرة. قال شاعر:

ذروا الأمر الصّغير وزمّلوه ... فتلقيح الجليل من الدقيق «٣»

وكتب نصر بن سيّار إلى مروان بن محمد في أمر أبي مسلم صاحب الدولة أبيات أبي مهيم

أرى خلل الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام «٤»

فإنّ النار بالزندين تورى ... وإن الحرب أوّلها كلام

أقول من التعجّب ليت شعري ... أأيقاظ أميّة أم نيام

فإن يك قومنا أمنوا رقودا ... فقل هبّوا فقد آن القيام

ورأى أبو مسلم بن بحر في منشأ دولة الديلم هذه الأبيات مكتوبة على ظهر كتاب فكتب تحتها:

أرى نارا تشبّ بكلّ واد ... لها في كلّ منزلة شعاع

وقد رقدت بنو العبّاس عنها ... فأضحت وهي آمنة تراع

كما رقدت أميّة ثم هبّت ... لتدفع حين ليس بها دفاع

وقال آخر:

إن الأمور دقيقها ... مما يهيج به العظيم

<<  <  ج: ص:  >  >>