يوصف بالكيس «١» لأنه لا يبني بيته إلا على رابية خشية السيل.
قال الشاعر:
سقى الله أرضا يعلم الضبّ أنها ... بعيد من الآفاق طيبة البقل
بنى بيته منها على رأس كدية ... وكلّ امرئ في حرفة العيش ذو عقل «٢»
وقيل: أنه يعد العقرب للحارش حتّى إذا أدخل يده لسعته. وهو مسالم ويضع من البيض سبعين، ويأكل كل حسلة. وقيل: أعقّ من الضب. ويضرب الحيّة بذنبه فيقتلها وله تركان أي أثران، قال:
حسل له تركان كان فضيلة ... على كلّ حاف في البلاد وناعل
وقيل: إنما هو واحد ولكن له طرفان كلسان الحية. وهو طويل الذماء «٣» صابر على الماء. يتبلغ بالنسيم طويل العمر.
قال:
لو أنني عمرت سنّ الحسل
وقيل في المثل: أخدع من ضبّ، وهو خبّ ضب. وقيل بالنمر يخدع الضب وأما لحمه فقد روي أنه عليه الصلاة والسلام امتنع من أكله، وقال: إنه ليس بطعامي وأكله خالد بن الوليد فلم ينكر عليه. وقال: فيه فقيه لرجل كان يأكله إعلم أنك أكلت شيخا من مشيخة بني إسرائيل يعني أنه مسخ قال:
وسكن الضباب طعام الغريب ... ولا تشتهيه نفوس العجم
فقال من عارضه:
فأنت لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضبّ يعدو بالواد «٤»
[القرد]
يضحك ويطرب ويحكي ويتناول بيده الطعام ويضعه في فمه. وله أصابع وأظفار وإذا سقط في الماء يغرق كالإنسان قبل أن يتعلم السباحة ويتزاوج ويتغاير تغايرهم، فقال: