للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآفات المعترضة للسان من العيّ

اللثغة تغيير في القاف والسين واللام والراء، والتمتمة التتعتع «١» في التاء، والفأفاة في الفاء، واللفف إدخال حرف في حرف وإياه عني الشاعر بقوله:

كأن فيه لففا إذا نطق

والتلجلج «٢» يقارب ذلك والحبسة ثقل في الكلام والعقلة اعتقال اللسان والحكلة نقصان آلة النطق حتى لا تعرف معانيه إلا بالاستدلال وأصله في الفحل إذا عجز عن الضراب «٣» ، وقيل: لا يصفو كلام من يكون منزوع الثنيتين.

ما يعرض في بعض اللغات من العيّ

كشكشكة تميم وهو قلب كاف المؤنث شيئا نحو، فعيناش عيناها وجيدش جيدها، وكسكسة بكر وهي قلبها، سينا وعنعنة تميم كقوله: ظننت عنك ذاهب والعجرفة جفاء في الكلام، واللخلخانية تعرض في أعراب الشجر وعمان والطمطمانية لغة في حمير كقولهم طاب امهواء، أي طاب الهواء.

استعمال كلّ كلام مع الجنس المخصوص به

قيل: الكلام بذلة ومدخر فمن تكلم وقت البذلة بالمدخر أتعب نفسه، ومن تكلم وقت المدخر بالبذل هجن نفسه.

من خاطب عاميّا بتفاصح وتذلق

اشترى رجل من أصحاب يعقوب الكندي جارية فاغتاظت عليه، فشكاها إلى يعقوب، فقال: جئني بها لأعظها. فجاء بها إليه فقال: يا لعوبة ما هذه الاختيارات الدالات على الجهالات؟ أما علمت أن فرط الاعتياصات «٤» من الموبقات «٥» على طالبي المودّات، الباذلين الكرائم المصونات موذنات بعدم المعقولات؟ فقالت الجارية: أما علمت أن هذه العثنونات «٦» المنشرات على صدور أهل الركاكات، محتاجات إلى المواسي الحالقات؟ فقال يعقوب: لله درّها فلقد قسّمت الكلام تقسيما فلسفيا، فاشدد يديك بها. فلم يستوحش من سفاهتها لما أوردت الكلام مسجّعا موزونا. وقال نحوي لصاحب بطيخ: بكم تانك البطيختان اللتان بجنبهما السفر جلتان، ودونهما الرمانتان، فقال: بضربتان وصفعتان ولكمتان، فبأيّ آلاء ربّكما تكذبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>