للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من حجب فشتم وهجا بالبخل]

قال مالك بن طوق «١» : دخل عليّ يوما مجنون ونحن نأكل، فأكل معنا ثم جاء يوما آخر فحجب فرآني يوما مع أماثل البصرة فقال:

عليك إذنا فإنا قد تغدّينا ... لسنا نعود وإن عدنا تعدّينا

يا أكلة سلفت أبقت حرارتها ... داء بقلبك ما صمنا وصلّينا «٢»

فما أتى عليّ يوم أشد منه حزنا. وقال آخر:

كلما جئناك قالوا ... نائم غير مفيق

لا أنام الله عينيك وإن كنت صديقي

وقال بعض البغداديين:

حجابك الصعب سهل ... إذا دهتك مصيبه

فلا عدمت رزايا ... مطيعة مستجيبه

من يتّخذ حاجبا مع سوء حاله

قال بعض الشعراء:

يا أميرا على جريب من الأر ... ض له تسعة من الحجّاب «٣»

قاعد في الخراب يحجب عنه ... ما رأينا بحاجب في خراب

تخويف من يشدّد الحجاب

مرّ زاهد ببعض القصور، ورأى حجّابا على بابه فسأل عنه، فقيل هو لسالم بن فلان، رجل كثير المال عريض الجاه وقد مرض فاحتجب عن الناس، فقال:

وما سالم من وافد الموت سالما ... وإن كثرت حجّابه وكتائبه

ومن كان ذا باب منيع وحاجب ... فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه «٤»

هجاء بوّاب:

سأهجر بابا أنت تملك أمره ... ولو كنت أعمى عن جميع المسالك

فلو كنت بوّاب الجنان تركتها ... ويمّمت عنها مسرعا نحو مالك

<<  <  ج: ص:  >  >>