للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مكتوبا على عصي ساسان: الكسل شؤم والمتميز مذموم، والحركة بركة والتواني هلكة، وكلب طائف خير من أسد رابض.

قال أشجع:

ليس للحاجات إلا ... من له وجه وقاح

وقال سلم الخاسر:

من راقب الناس مات غمّا ... وفاز باللّذة الجسور «١»

الحثّ على المطالبة

وقال أبو تمّام:

وخذهم بالرقى إن المهارى ... يهيجها على السير الحداء «٢»

وقال آخر:

حرّكه فالأشجار في تحريكها ... تجني جناها والقلوب تقلّب

وقال ابن الرومي:

نذكّر بالرقاع إذا نسينا ... ونذكّر حين تمطلنا الكرام

فإن الأمّ لم ترضع صبيّا ... مع الإشفاق لو سكت الغلام «٣»

الحثّ على معاودة السؤال

قال عمر رضي الله عنه: إذا سألتمونا حاجة فعاودونا فيها، فإنما سمّيت القلوب لتقلبها. وقال عبد الملك في خطبته: لا يمنعنّ رجلا سأل اليوم شيئا فمنعته أن يسأل غدا فإن الأمور بيد الله لا بيدي. ودخل بعض الطالبين على إسحاق بن إبراهيم فسأله حاجة فمنعه، فأنشد الطالبيّ:

لا ييئسنّك من كريم نبوة ... ينبو الفتى وهو الجواد الخضرم «٤»

فإذا نبا فاستبقه وتأنّه ... حتّى يفيء بها الطباع الأكرم

وقيل: إذا سألت كريما حاجة فدعه وسوّم نفسه، فإنه لا يفكر إلا في خير، وإذا سألت لئيما حاجة فعافصه ولا تدعه يتفكر فيتغير. وقال بعضهم في ضد ذلك: إذا سألت لئيما حاجة فأجّله حتى يروّض نفسه ويطابق ما قاله قول الشاعر:

يعالج نفسا بين جنبيه كزّة ... إذا همّ بالمعروف قالت له مهلا «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>