للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما نكب علي بن عيسى لم يطر بناحيته أحد، فلما ردّت إليه الوزارة رأى الناس حوله، فأنشد:

ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها ... فأينّما انقلبت يوما به انقلبوا

وقال عبد الملك لأصحابه: أيّكم يصف لي عامّة الناس؟ فقال الوليد ابنة: إخوان طمع وأعداء نعم.

وقيل: إذا احتاج إليك عدوك أحبّ بقاءك، وإذا استغنى عنك وليّك هان عليه موتك.

الإخوان عند الجفان كثير وعند الحقائق قليل.

* ذمّ المودّة التي يجلبها الطمع

كلّ مودة عقدها الطمع حلّها اليأس. وقيل: إياك ومن مودّته لك لحاجة.

قال إبراهيم بن العباس:

وكنت أخي كالدّهر حتى إذا نبا ... نبوت فلّما عاد عدت مع الدّهر «١»

فلا يوم إقبالي عددتك طائلا ... ولا يوم إدباري عددتك من أمري

[* حمد الغيرة على الإخوان]

سأل الرشيد رجلا عن بني أمية فقال: كانوا يتغايرون على الإخوان كتغايرهم على القيان «٢» . وقيل: لتكن غيرتك على صديقك كغيرتك على صديقتك.

وقال شاعر:

وكن عالما أني أغار على أخي ... وخلّي كما أنّي أغار على عرسي «٣»

ووفّر عليّ الحظّ منك فإنّني ... خصصتك بالحظّ الموفّر من نفسي

* ذمّ من يصاحب من أصدقائك أعداءك

في كتاب الهند: من علامة الصديق أن يكون لصديقه صدوقا ولعدوه عدوا. قال شاعر:

تؤاخي عدوّي ثم تزعم أنّني ... صديقك إنّ الرأي منك لعازب

وقيل: ليس من المروءة أن تحبّ ما يبغضه حبيبك. وقيل: لا يحبّك من يحبّ عدوّك.

وقال أيوب بن جعفر للمأمون: أنا أودّك مودّة حرة وأبغض أعداءك بغضة مرّة، فقال:

إنك تقول فتحسن وتحضر فتزين وتغيب فتؤمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>