للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصعد عتاب بن ورقاء منبر أصبهان يوم النحر، فحضر فقال: لا أجمع عليكم عيّا وبخلا، ادخلوا سوق الغنم، فمن أخذ منكم شاة فهي له وعليّ ثمنها.

[الأمر بالإغضاء عنه لئلا يدهش]

صعد أعرابي المنبر فلما رأى الناس يرمقونه صعب عليه الكلام، فقال: رحم الله عبدا قصر من لفظه ورشق الأرض بلحظه ووعى القول بحفظه. وصعد روح بن حاتم المنبر، فلما رفع الناس أبصارهم قال لهم: نكّسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم، فإن أول مركب صعب.

وصف خطيب مصقع طلحة:

ركوب المنابر وثّابها ... معنّ بخطبته مصقع «١»

وقال قيس بن عاصم:

خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه مصاقع لسن «٢»

وقال آخر:

يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء

[جماعة من مشاهير الخطباء]

منهم قيّس بن ساعدة، ولقيط بن معبد، وزيد بن جندب، وصعصعة بن صوحان، وقطري بن الفجاءة، وعمران بن حطان.

وتكلّمت الخطباء يوما عند معاوية رضي الله عنه فقال: والله لأرمينّهم بالخطيب الأشدق. قم يا زيد فتكلم.

ومن الخطباء القدماء: كعب بن لؤي، وكان يخطب على العرب كافّة. فلّما مات أكبروا موته، وأرّخوا بموته إلى عام الفيل.

ومن خطباء اليمن حمير بن الصباح وكان المفضل بن عيسى الرقاشيّ من أخطب الناس، وكان متكلما قاصّا يقعد إليه عمرو بن عبيد.

[المعتذر بعجزه عن الخطبة]

قال كعب الأسدي:

فإن لا أكن في الأرض أخطب قائما ... فإنّي على ظهر الكميت خطيب

وقال لبيد:

إذا اقتسم النّاس فضل الفخار ... أطلنا على الأرض ميل العصا

<<  <  ج: ص:  >  >>