للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لأبي عمرو: ومثله، فقال: أقبح من هذا أن أقول فأخطىء وأروي فلا أروي.

وقال شاعر:

إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده ... أطال فأملى أم تناهى فقصّرا

وقال الحسين (رضي الله عنه) : لو أن العالم كلّ ما قال أحسن وأصاب، لأوشك أن يجنّ من العجب، وإنما العالم من يكثر صوابه.

وقال بعض الفقهاء: العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة قائمة، ولا أدري فيقتضي اجتهادا.

ذمّ من يقول ذلك

سئل رجل عن شيء، فقال: لا أدري، ولا أدري نصف العلم فقيل له: لكنه النصف الأخس.

وقال آخر: مثل ذلك فقيل له: فقله مرتين تحز العلم كله. وقال آخر ذلك فقيل له:

لكن أبوك بالنصف الآخر تقدم.

[صعوبة جانب العلم]

قال الخليل (رحمة الله عليه) : العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلّك، ثم أنت في إعطائه إياك بعضه مع إعطائك إياه كلّك على خطر.

وقيل: لا يتأدّب الرجل حتّى يتجنب الفراش الوطيء «١» والدثار الدفيء. وقيل: لا يدرك العلم من لا يطيل درسه، ولا يكدّ نفسه. وقيل لبعض العلماء: ذللت طالبا فعززت مطلوبا، فقال: من ذلّ طلبه عزّ أدبه.

وقال أرسطاطاليس: طالب العلم كالغائص في البحر، لا يصل إلى الجواهر الكريمة إلا بالمخاطرة العظيمة.

ترفيه النّفس في طلبه

قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. وقيل: دار القلب فإذا نشط فأودعه، وإذا فتر فتودعه.

وقيل: روّحوا الأذهان كما تروّحون الأبدان، فإنّ العقل المكدود «٢» ليس لرؤيته لقاح ولا لرأيه نجاح.

وقيل: نفسك مطيتك إن رفهتها اضطلعت، وإن تحاملت عليها انقطعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>