للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّك قائم فيهم خطيبا ... وكلّهم قيام للصّلاة

مددت يديك نحوهم اتقاء ... كمدّكها إليهم بالهبات

ولما ضاق بطن الأرض عن أن ... يضمّ علاك من بعد الممات

أصاروا الجوّ قبرك واستعاضوا ... من الأكفان ثوب السّافيات «١»

لعظمك في النفوس تبيت ترعى ... بحرّاس وحفاظ ثقات

وتمام ذلك مذكور في كتاب الأحداق

[مرثية المغني متعاطي اللهو والشرب]

قال دعبل في الموصلي:

سيبكي البم من جزع عليه ... وتبكيه المثالث والمثاني «٢»

وتثكله القيان وحافظوها ... وينعاه الزقاق إلى الدّنان

وقال آخر:

فليبكها الخمر إذ ماتت منائحها ... وليبكه الرخّ والفرزان والشاه «٣»

وكان لخلّاد بن معزوه صديق، فلما مات خلاد جاء صديقه معزيّا فأقام على قبره برهة يكثر البكاء عليه، فعوتب على كثرة بكائه، فقال: كيف لا أتوجع على رجل ما أدخلنا مؤاجرا قط إلّا قال لي تقدّم أبدا فإن قوي لي وإلّا قوّاه وراضه. ومن مليح المراثي قال ابن الرومي في بستان المغنية:

بستان أسقيت من مدامعنا ... لا من سواري الغيوث والمطر

بل حقّ صهباك أن تكون من ال ... صهباء صهباء حمص أو هجر

بل من رحيق الجنان يختم بالمس ... ك سلافاته بلا عكر «٤»

بل من نجيع القلوب يمزج بالعط ... ف وصفو الوداد لا الكدر «٥»

موت شرّير

قيل: إذا مات الخيّر استراح من الدنيا، وإذا مات الشرير استراحت منه الدنيا، وقال الحسن بن أيوب:

مات يحيى فمات شرّ كثير ... ولقد كان شرّه يستطير

إن موت الأشرار فتح عظيم ... وغياث ونعمة وسرور

<<  <  ج: ص:  >  >>