للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العتب على من يذمّ علما

تحدّث يوما شريك بحديث فقال عافية القاضي: لا أعلم هذا. فقال: وهل يضرّ عالما جهل جاهل.

وقال المتنبي:

وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السّقيم «١»

وقال ابن الرومي:

عابوا قريضي وما عابوا بمعرفة ... ولن ترى الشمس أبصار الخفافيش «٢»

ذمّ مستكثر لعلمه معجب بنفسه

ذكر النظّام الخليل فقال: توحد به العجب فأهلكه وصوّب له الاستبداد صواب رأيه فتعاطى ما لا يحسنه. وقال إبليس: ثلاث من كنّ فيه أدركت حاجتي منه: من استكثر علمه، ونسي ذنبه، وأعجب برأيه.

ويدخل في هذا الباب ما ذكر في قول عديّ بن الرقاع وقد تقدم.

ذمّ مدّع للعلم

قال كشاجم:

تشبّه في النحو بالأخفشين ... فجاء بأعجوبة مطرفه «٣»

ولم يسمع النّحو لكنّه ... قرا منه شيئا وقد صحّفه

فإن لم يكن أخفش الناظرين ... فإنّ الفتى أخفش المعرفه

وقال آخر:

فما لك بالغريب يد ولكنّ ... تعاطيك الغريب من الغريب «٤»

وقال أبو العتاهية «٥» :

أشدّ النّاس للعلم ادعاء ... أقلّهم بما هو فيه علما

<<  <  ج: ص:  >  >>