وما الفرق بين المال لولا امتهانه ... وبين الحصى المجموع أو كثب الرمل
المتبجّح بإنفاق ماله لتصوّر مماته
وقال بعضهم:
ولقد علمت لتأتينّ عشيّة ... لا بعدها خوف عليّ ولا عدم
وأزور بيت الحقّ زورة ماكث ... فعلام أحفل ما تقوض وانهدم
فلأتركنّ الساملين حياضهم ... ولأحبسنّ على مكارمي النعم «١»
وكتب روح إلى خالد بن عبد الله القسري يحثه على الإمساك، فأجابه وقال:
خوفتني مما يجوز كونه والسلامة منه ونهيتني عن فعل ما أوجب الحق، وما أنا ممن يترك ما أوجبه الحق لما خوف منه ظن.
من لا يكفّه قول العذّال عن إنفاق المال
قال أبو أسد:
أرادت لتثني الفيض عن عادة النّدى ... ومن ذا الذي يثني السّحاب عن القطر «٢»
وقال المتنبيّ:
وما ثناك كلام الناس عن كرم ... ومن يسدّ طريق العارض الهطل «٣»
وقال آخر:
فنفسك ولّي اللوم عاذل وانطحي برأسك إن كان الصّفا وذريني «٤»
[من عادته البذل]
يقال إنه لما مات حاتم تشبه به أخوه، فقالت له أمه: لاتتعبن فيما لا تناله، فقال وما يمنعني وقد كان شقيقي وأخي من أمي وأبي، فقالت: إني لما ولدته كنت كلما أرضعته أبي أن يرضع حتى آتيه بمن يشاركه فيرضع الثدي الآخرة وكنت إذا أرضعتك ودخل صبي بكيت حتى يخرج، قال شاعر:
يلام أبو الفضل في جوده ... وهل يملك البحر أن لا يفيضا