للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جفار إذا صافت هضاب إذا شتت ... وبالصيف يردون المياه على العسر

يعضّ عليها الحاسدون بنانهم ... وليس بأيديهم غناي ولا فقري

[ألوان الإبل وتفضيل بعضها]

قال حنيف الحناتم: وكان آبل الناس الرمكاء «١» نهيّة تصغير نهية، والحمراء صبراء «٢» والحمراء غزراء، والصهباء سرعاء. وفي الإبل أخرى إن كانت عندي لم أبعها وإن كانت عند غيري لم أشترها. لأنه لا يبيعها إلا العيب.

وقال أبو نصر النعامي هجّر على حمراء، وأسر بورقاء «٣» . وصبّح القوم على صهباء.

قيل: ولم ذاك؟ قال: لأن الحمراء أصبر على حرّ الهواجر، والورقاء على السرى والصهبة أحسن الألوان حين ينظر إليها.

وقيل: ورق الإبل أصفاها، والصهب أنقاها، والدهم أبهاها، والخمر أضناها، أي أكثرها ولدا والأدم أو ضؤها، والرمد أوطؤها.

[المتشابهة الألوان]

وقال ذو الرمّة:

إذا انتجت منها المثاني تشابهت ... على العود إلا بالأنوف سلائله

أي تشابهت على أمهاتها لكونها على نجاد واحد فلا يعرفن إلا بالشم.

[الإبل المختلفة الألوان]

قال بعض اللصوص يصف إبلا سرقها من أحياء مختلفة:

تسألني الباعة أي دارها ... لا تسألوني وأنظروا ما نارها

كلّ نجار في الورى نجارها ... وكلّ نار العالمين نارها «٤»

والنار السمة. كردوس المراثي فيها:

أتسألني عن نارها وديارها ... وذلك علم لا يحيط به الطمس

أي الخلق.

[الإبل المعلمة]

قال الراجز:

كلّ علاة توّجت بنارها ... قيل تمام القوم في نجارها «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>