للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قول الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ

«١» أي من السلطان أو من تحت أرجلكم أي من السفل، أتى أمير المؤمنين كرّم الله وجهه برجل ذي جناية فرأى ناسا يعدون خلفه، فقال: لا مرحبا بوجوه لا ترى إلا عند كل سوء. وقال معاوية لصعصعة بن صوحان: صف لي الناس. فقال: خلق الناس أطوارا «٢» طائفة للسيادة والولاية وطائفة للفقه والسنة وطائفة للبأس والنجدة ورجرجة «٣» بين ذلك، يغلّون السعر ويكدّرون الماء، إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا لم يعرفوا.

من تصاحبه النّذالة

قال الشاعر:

أناخ اللؤم وسط بني رباح ... مطيّته فاقسم لا يريم «٤»

كذلك كلّ ذي سفر إذا ما ... تناهى عند غايته مقيم

قال جحظة:

كم سألنا عن النذالة واللؤ ... م فكانا في داره راتبين

الموصوف بالذلّة

قيل: هو أذل من النقد ومن القردان تحت المناسم ومن الوتد:

وكنت أذلّ من فقع بقاع ... يشجج رأسه بالفهر واجي «٥»

أي وأجىء فلين الهمزة ويقال هو أذل من الحذا.

المتبجّح بالإساءة والنّذالة

قيل: شر الناس الذي لا يتوقى أن يراه الناس مسيئا ومن هنا أخذ الشاعر:

أحقّ النّاس في الدنيا بعيب ... مسيء لا يبالي أن يعابا

وقال بعضهم: فلان لا يستحيى من الشر ولا يحب أن يكون من أهل الخير لا يقعد مقعدا إلا حرمت الصلاة فيه ولو أفلتت كلمة سوء لم تضم إلا إليه ولو نزلت لعنة لم تقع إلا عليه.

تشاجر رجلان فقال: كل واحد منهما أنا ألام فتحا كما إلى رجل فقال: قد حكمتماني فأخبراني بأخلاقكما فقال أحدهما: ما مربي أحد إلا اغتبته ولا أئتمنني أحد إلا خنته وقال آخر أنا أبطر الناس في الرخاء وأجبنهم عند اللقاء وأقلهم عند الحياء فقال الرجل: كلاكما لئيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>