للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو حاتم:

أظنّ الدهر قد آلى فبرّا ... بأن لا يكسب الأموال حرّا «١»

لقد قعد الزمان بكلّ حرّ ... ونقص من قواه ما استمرّا

وقال أبو تمّام:

لقد ساسنا هذا الزمان سياسة ... سدى لم يسسها قطّ عبد مجدّع «٢»

حلّت نطف منها النكس وذو الحجى ... يداف له سم من العيش منقع «٣»

فإن نك أهملنا فأضعف بسعينا ... وإن نك أجبرنا ففيم نتعتع «٤»

وما أحسن ما قال:

ليس المقلّ على الزمان براض ... ومن السخف قول التماري «٥»

وقيل:

أرى فقحة الدنيا على معشر تخرى ... فإن أقبلت نحوي رأيت بها خضرا

ومن الجيد في هذا قول عابدة المهلبيّة ويروى للمهلبي:

ألست ترى استراق الدهر حظّي ... وكيف يفيت في أدب الخمول

أأبغي العون منه وهو خصمي ... كما استبكت ضرائرها الثّكول «٦»

وقال رجل لمنجم: أنظر في نجمي هل ترى لي غنى؟ فقال: دع عنك هذا فإن الدهر مشغول بالسفل فلا يتفرغ إلى أحد. وقيل: الدهر لا يعطي أحدا ما يستحقه إما أن يزيده أو ينقصه.

[معاتبة القدر في ذلك]

قال أبو العيناء لرجل سأله: ما بال الركيك الأحمق يرزق والأديب يحرم؟ فقال: لأن هذا الدنيا دار اختبار وأحب الرازق أن يعلمهم أن الأمور ليست لهم، فإن غلات السواد تباع بكف أنموذج فهلا اكتفى في ذلك بنقرة.

وقال جحظة:

يا ربّ إن الشكوك قد علقت ... أوكارنا والشّكوك تعترض

وغد له نعمة مؤثّلة ... وسيّد لا يزال يعترض

<<  <  ج: ص:  >  >>