للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

كأنّه البرغوث لم يخطه ... في صغر الجثمان والقرص

ويوصف القصير بالمكر والخبث قيل: إن كسرى جلس للمظالم فتقدم إليه رجل قصير فأخذ يصبي أنا مظلوم وهو لا يلتفت إليه فقال: الموبذان أنصفة فقال: إن القصير لا يظلمه أحد. فقال الرجل: إن الذي ظلمني هو أقصر منّي فضحك وأشكاه.

وقيل: إن سقراط قال لا تجوز شهادة الأحدب والقصير وإن تزكيا لخبثهما فقيل:

ولم خبثا؟ فقال: لقرب دماغيهما من فؤاديهما كان يوسف بن عمر عامل هشام على العراق قصيرا وكان إذا خاط الخياط له ثوبا فقال له: تحتاج إلى خرقة لأن تفصيل الأمير طويل يعطيه ما يريد وإذا قال يكفيك أو يفضل يضربه ويشتمه.

[المعتذر للقصر]

قال المهلّب لرجل: ما أصغرك وأقلك. فقال: إن كثر عقلي فما تضرني قلّتي. وإن طال زهدي. فما يعيبني قصري. ولما استحضر النعمان ضمرة بن ضمرة قال: إن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه فقال: كل الرجال ليسوا بجزر إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه إن نطلق نطق ببيان وإن قاتل قاتل بجنان «١» :

وما عظم الرجال لهم بفخر ... ولكن فخرهم كرم وخير

[الممدوح بالخفة والمعتذر للنحافة]

قال العجيل السلولي:

فتى قد قدّ السيف لا متضائل ... ولا رهل لبّاته ومباذله «٢»

قال الأشجعي:

وإني على ما تزدري من نحافتي ... تزيد موازيني على الرجل الضّخم

قال آخر:

بدن ناحل وعزم جسيم

قال حاتم:

تراني كأشلاء اللجام ولا ترى ... أخا الحرب إلا ساهم الوجه أغبرا

قال ابن نباتة:

إن كان يؤتي فؤاد من نحافته ... فإنّ قلبي لا يؤتى من الخور «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>