للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحسن الأرض مخلوقة الريّ، وأحسن الأرض مصنوعة جرجان»

، وأحسن الأرض قديمة وحديثة جندي سابور «٢» وهو شر البلاد.

ودخل محمد بن عبد الملك الزيات على المأمون فقال: صف لي أصبهان وأوجز.

قال: هواؤها طيب وماؤها عذب وحشيشها الزعفران، وجبالها العسل، إلا إنها لا تخلو من خلال أربع: جور السلطان، وغلاء الأسعار، وقلة مياه الأمطار فأطرق ساعة، وقال: لعلّ تجارها مرابون وقراءها منافقون.

وقال المأمون: صف لي فارسا قال فيه من كل بلد بلد.

وسئل أعرابي عن شهرزور «٣» فقال: إن رجالها لتوّق وعقاربها لبرق أي شائلة أذنابها.

وقال في بغداد: هي الشمطاء الحرقة والعجوز المتدللة والعمياء المتكحلة، والشملاء المختضبة. هواؤها دخان ونسيمها صدام تنقبض فيها أيدي المستغنين، وتصغر أنفس المفضلين. تجارها أسد مفترسون وصناعها لصوص مختلسون جارها حاسد ومزاجها فاسد.

مضارّ البلدان ومنافعها

خيبر يحمّ بها كل يوم مقيموها دون الطارئين عليها:

ولكنّ قومي أصبحوا مثل خيبر ... بها داؤها ولا يضرّ الأعاديا

وقيل حمى خيبر، وطحال البحرين، ودماميل الجزيرة، وطاعون الشأم. ومن أقام بالأهواز حولا فتفقد عقله وجد فيه نقصا بينا. ومن أكثر الصوم بمصيصة «٤» خيف عليه الجنون.

وقصبة الأهواز تقلب من نزلها إلى طبائع أهلها، ومحمومها إذا نزعت عنه الحمى عادته من غير علة. وفي جبالها الأفاعي وفي بيوتها الحرارات.

وقيل من نزل الكوفة ولم يقرّ لهم بثلاث فليست له بدار بفضل أمير المؤمنين وماء الفرات ورطب المشان. ومن نزل البصرة ولم يقر لهم بثلاث فليست له بدار فضل عثمان والحسن ورطب السكر.

وقال حكيم بن جابر: قال الجوع أنا لا حق بأرض العرب قالت الصحة: وأنا معك.

[عجائب البلدان]

بشيراز تفاحة نصفها في غاية الحلاوة ونصفها في غاية الحموضة. وبقرب

<<  <  ج: ص:  >  >>