إحدى وخمسون لو مرّت على حجر ... لكان من حكمها أن يفلق الحجر
[جماعة سني العمر]
تقول العرب: الغلام إذا بلغ عشرا قد رمى، وفي عشرين قد لوى أي لونى يد غيره، وفي ثلاثين قد غوى، وأربعين قد استوى، وفي خمسين قد حرى أي صار حريا بأن يظهر فضله.
وقيل ابن عشر طفل وابن عشرين فحل، وابن ثلاثين كهل وابن أربعين معتدل، وابن خمسين مترحل.
وحكي عن بزرجمهر أنه قال: في عقد العشرة دليل على أن الصبي إذا بلغ عشر سنين فقد انعقد فإذا صار إلى عشرين فقد توسط الخير والشر توسط الإبهام للسبابة والوسطى، فإذا صار إلى الثلاثين فقد كمل واستوى وإذا بلغ الأربعين فقد بلغ الأشد وشدّ الأزر وإذا بلغ الخمسين فقد انكسر وقعد، وإذا بلغ الستين فقد انضم، فإذا بلغ السبعين فقد عاد في أخلاق الصبيان، وأشبه ابن الثلاثين الكامل الشهوة وابن العشرة الصبي فإذا بلغ الثمانين فقد تقوّس عقد ما فإذا بلغ التسعين فقد صار في ضيق عيش كضيق عقدها، وإذا بلغ المائة انتقل عن الدنيا انتقال عقدها إلى اليد الأخرى. وقيل لرجل: كم أنت؟ قال: ابن قبضة يعني ثلاثا وتسعين.
في المتبرّم بحياته لضعفه
قال زهير:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
وقال زهير بن حباب:
الموت خير للفتى ... فليهلكن وبه بقيّة
من أن يرى الشيخ البجا ... ل وقد تهادى بالعشيّة «١»
وقال عبيد:
والمرء ما عاش في تكذّب ... طول الحياة له تعذّب
وقيل: أهون هالك شيخ يقاد به البعير وكان من عادتهم إذا تبرّموا بشيخ ربما أنهم تركوه إذا ارتحلوا ليموت أو يأكله الذئب أو يحملوه على بعير نفور يسقطه فيموت فيستريحوا منه وقيل: أهون هالك عجوز في سنة جدب.