للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكم نوء من الصّهباء سار ... وآخر منك بالمعروف غاد «١»

فهذا يستهلّ على غليلي ... وهذا يستهل على بلادي

وكتب ابن الحجاج إلى صديق له:

يا سيّدي قد جاء زوّاري ... فظلت في نار وفي عار

فامنن بخمر أو فوجّه بمن ... يخرجهم بالصّفع من داري

قال السري الرفاء مستدعيا شرابا:

الراح قد أعوزتنا في صبيحتنا ... بيعا ولو وزن دينار بدينار «٢»

فامنن بما شئت من راح يكون لنا ... نارا فإنا بلا راح ولا نار

من استوهبه ورام إكبار الظّرف أو ترك المزاج

قال الرفاء:

عندي ضيف لم يزل مضيفا ... فأهد لي خلوقك المذوفا «٣»

تحوي له الشّكر له صنوفا ... وكبر الظرف تكن ظريفا

وقال آخر:

واعلم بأن ظروف الرّاح إن كبرت ... عند الهدية أبدت ظرف مهديها

وقال جحظة:

ومرّ الغلام بتركه من مزجه ... إن النوال يطيب غير مكدرّ

وقال الزاهي:

أرى المشروب عزّ وذاك شيء ... إذا حصّلته حصلت حمدي

فمرهم يبعثوه بغير مزج ... فإنّ الماء ليس يضيق عندي

معاتبة من بخل بالنّبيذ

كتب الكتنجي إلى بعض إخوانه يستهديه نبيذا، فتباطأ عليه، ثم عاد الرسول، فقال هو يستدعي ظرفا يجعله فيه، فكتب إليه:

مطلتنا بالنّبيذ دهرا ... ما بين مطل وبين خلف

وبعد دهر طلبت ظرفا ... كأن قارورة بألف

فمن يرجيك بعد هذا ... ولست ممّن يفي بظرف

فدعا الرجل سقاءين فملأ قربتيهما، وبعثهما إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>