للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدير طرفي فلا أرى حسنا ... إلا أرى فيك ذلك الحسنا

[إجابة الهوى إذا دعا]

قال بعض بني أسد:

إذا أمرتك النفس أن تتّبع الهوى ... فقل: سامع للأمر منك سميع

وهذا خلاف قول الآخر:

إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى ... إلى بعض ما فيه عليك مقال

ولهذا باب في أول الكتاب، ولثوبة:

ولو أنّ ليلى الأخيلية سلّمت ... عليّ ودوني جندل وصفائح «١»

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح

فيقال: لما مات ثوبة ومضى على ذلك زمان وتزوجت ليلى مرّت مع زوجها يوما بقبر ثوبة فقال: ألا تسلمين عليه لننظر هل صدق في قوله ولو أن ليلى (البيتين) . فسلمت عليه فندّت هامة «٢» من ناحية قبره وصرخت، فنفر جملها وسقطت فاندقّ عنقها فماتت فدفنت بجانبه.

[جهل المحب بمقابح محبوبه]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: حبّك الشّيء يعمي ويصمّ، أي يعمي عن الرشد ويصمّ عن سماع المواعظ على ذلك قال معاوية: لولا يزيد لأبصرت رشدي. قال شاعر:

يا عتب ما أنا عن فعالك بي ... أعمى ولكنّ الهوى أعمى

وقال آخر:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أنّ عين السخط تبدي المساويا «٣»

قال المتنبيّ:

ويقبح من سواك الفعل عندي ... وتفعله فيحسن منك ذاكا

قال علي بن عبد الله بن جعفر:

ولائم لام فيه ... يبغى بذلك شيني «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>