للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ من كان مسيئا ... لحقيق أن يساء

تذمّم من مدح لئيما فحرمه

قال أعرابي وقد مدح رجلا فخيّبه: إن فلانا تعدّى بلؤمه من تسمى باسمه ولئن خيبني فلرب قافية قد ضاعت في طلب كرمي.

ومدح بشار المهدي بشعر فخيبه، فقيل له: لعلك لم تستجد المدح، فقال: لو مدحت بشعري ذلك الدهر لم أخش صرفه على حر ولكن أكذب في العمل وأخيب في الأمل، وأنشد:

إنّي مدحتك كاذبا فأثبتني ... لما مدحتك ما يثاب الكاذب

قال ابن الرومي وقد هجا كبيرا أمل منه كثيرا فأجازه حقيرا:

أتيتك مادحا فهجوت شعري ... وكانت هفوة منّي وغلطه

لذلك قيل في مثل سخيف ... جزاء مقبّل الوجعاء ضرطه

ولابن ربذة:

مدحت الغالبيّ بمدح صدق ... فقابل مدحتي بجريب حنطه

فإن لاقيته يا صاح يوما ... فحيّ سباله عنّي بضرطه «١»

قال أبو هشام الباهلي:

لكلّ أخي مدح ثواب يعده ... وليس لمدح الباهليّ ثواب

مدحت ابن سلم والمديح مهزة ... فكان كصفوان عليه تراب

ومدح أعرابي رجلا فلم يعطه، فقال المادح: إنه أباحني عرضه فتنزهت له.

وقال أبو الهول:

هززتك للعلى فكبوت عنها ... كبوّ البغل طال به التعنّي «٢»

وقال آخر:

ولم ألبسك ثوب الفخر إلا ... وجدتك قد خريت على الطّراز

وقال آخر:

ألا في سبيل الله سعي سعيته ... فمرّ ضياعا لا ثواب ولا يد

فخيبة آمالي وعصيان خالقي ... وكفّارة الزّور الذي كنت أنشد

متى يستحقّ الأجر من ظلّ عاكفا ... على صنم يعنو له ثمّ يسجد «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>